جمهورية رواندا والتي تعني -أرض ألف تل - باللغة المحلية، هي إحدى دول حوض النيل، كانت مجرد بقايا دولة، اقترن اسمها بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي هزتها في عام 1984م في أعقاب أحداث دامية وضعت المواجهة بين قبيلتي الهوتو والتوتسي وراح ضحيتها أكثر من مليون إنسان. بعد عقدين من الزمان تحول الاسم نفسه إلى قبلة للمال ولرجال الأعمال في منطقة إفريقيا وفقاً لتقرير السوق الافريقية المشتركة وذلك في ظل التطور الذي يشهده اقتصادها وتنامي قدراتها على المنافسة. تشهد رواندا حالياً طفرة اقتصادية وسياحية جعلت عاصمتها (كيجالي) تنتزع لقب أجمل عاصمة إفريقية لعدة أعوام مع جائزة شرف لاهتمامها بالنظافة والأمن والمحافظة على نظام المدينة النموذجية.
نشرت محطة سي إن إن الإخبارية تقريراً أظهرت فيه قصة نجاح رواندا العظيم، حققت بموجبه الاستقرار والنمو الاقتصادي الذي ارتفع بسببه الناتج المحلي فيها 7.5 % بين عامي (2015م -2016م)، والآن تحتل المركز السابع بين دول العالم في النمو الاقتصادي وفي المركز 22 في ريادة الأعمال. حققت السياحة فيها وحدها نحو 43% من الدخل القومي للبلاد ومع الجدية في محاربة أنواع الفساد أصبحت الزراعة والسياحة تمثلان 70% من القوة الاقتصادية للدولة، في السنوات الأخيرة تضاعف متوسط دخل الفرد في رواندا إلى ثلاث مرات بسبب الانتعاش الاقتصادي. ولأهمية التعليم والصحة في حياة الشعوب خصصت رواندا حوالي 45% من الدخل العام للتعليم والصحة، ووضعت خطة للقضاء على الفقر من 20 عاماً وستحتفل في عام 2020م بالقضاء على الفقر نهائياً. وبالرغم من قربها من خط الاستواء إلا أنها وبسبب ارتفاع سطحها تتميز بمناخ معتدل فدرجة الحرارة فيها طوال العام بين (12 و27) درجة مئوية، وتشتهر رواندا بالتضاريس الجميلة والتلال البديعة ووفرة الحياة البرية، واستغلت رواندا مواردها الطبيعية، فقامت بمشروع لتربية (الغوريلا الجبلية النادرة) والتي تحظي بشعبية لدى عشاق البيئة في الحديقة الوطنية للبراكين والتي تكلف السائح الواحد 750 دولاراً لزيارتها.
توصف الحكومة الرواندية على نطاق واسع كواحدة من أكثر الحكومات كفاءة ونزاهة في إفريقيا، جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة فورن بولسي الأمريكية مؤخراً بعنوان «لماذا يحب المدراء الكبار رواندا!؟».
قال الجنرال في الجيش الأمريكي إبان الحرب العالمية الثانية جورج باتون:» لا شيء ضروري لتحقيق النجاح بعد التوكل على الله أكثر من المثابرة، لأنها تتخطى كل العراقيل».
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
