Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

قنواتنا من الببغاوات إلى الاحترافية!!

A A
* لو سألتموني عن أسهل وظيفة في ساحة الإعلام، لقلتُ لكم أن تكون مراسلاً لإحدى القنوات أو الإذاعات المحلية ؛ فلا حصريات ولا انفرادات، بل عليك أن تكون كالببغاء تُردّد أحداثاً وأقوالاً سبق وتناقلتها وكالات الأنباء، وقَتَلَتها مناقشة وتعليقاً، وفي نهاية الشهر تقبض راتباً شهرياً أو مكافأة دون جهد، فما تقوم به مجرد قَصَّ ولَصق!.

* ذاك شيء من واقع الضعف الذي تعاني منه قنواتنا المرئية والمسموعة التي تتأخر عن مواكبة الأحداث وتداعياتها، وبالتالي يضطر المواطن إلى الهروب منها باحثاً عن الأخبار وما وراءها حتى المحلية منها إلى مصادر أخرى قد تحاول تمرير معلومات مغلوطة لهدف أو لآخَر!

* واليوم وبلادنا تحضر فيها الفعاليات والأحداث الكبرى؛ حيث أصبحت عاصمتها صانعة للحَدث، ومنها تأتي القرارات الحاسمة والمفصلية في المنطقة؛ وفي ظل التحولات الإيجابية الملموسة التي تُزرع في شرايين وطننا في شتى المجالات والقطاعات حان الوقت لأن تتفاعل (قَنواتنا وبرامجنا) الإخبارية مع تلك التطورات بأن تتحول من مرحلة نقل الخبر إلى صناعته، والبحث عن تداعياته وتَبعاته، وأن تكون الصوت الصادق الذي يستمع له أبناء الوطن ويثقون به، فيما يكون لديه القدرة على التأثير في الآخر، والوقوف شامخاً في وجه الحملات المسعورة المغرضة!.

* وهذا لن يتأتى إلا بأن تكون (قنواتنا وإذاعاتنا) دائماً في قلب الحدث وسَبّاقة في نقله، متكئة على الشفافية والمهنية، والدقة في اختيار محرريها ومذيعيها، ومراسليها وتأهيلهم على أن يكونوا من أبناء الوطن بعيداً عن الشركات المشغلة التي لا هَمّ لها إلا تعبئة المحتوى، وهناك استقطاب محللين لهم حضورهم وأطروحاتهم التي تتميز بالحِيَاد والعقلانية.

* أخيراً استبشر المهتمون باختيار (الصديق الأستاذ فارس بن حزام) مديراً لـ «قناة الإخبارية»؛ لما يمتلكه من كاريزما وخبرات إعلامية كبيرة كباحث وصحفي وممارس للإدارة من خلال عمله مديراً للتحرير في قناة العربية؛ فهل ينجح في رفع لواء قناتنا الإخبارية؟ هذا ما نرجوه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store