Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة يوسف

حين يكون التنفس إراديًا!

A A
التعمّق في الأشياء وطبيعتها يُورِّث النفس توتّرًا عجيبًا، وقيمة تأمُّلية أيضًا تنعكس على هدوء النفس.. في عمليةٍ لها طرفين متعاكسين.

ما درستَه في مادة العلوم من أن هناك حركات إرادية ولا إرادية، كحركة العين ورموشها، والتنفس، وحركات الأيدي، كانت معلومات مسلَّمَة!. فهل تسمح لي بنقضها اليوم؟.

في عيادات العلاج السلوكي المعرفي، أول ما يُعلّمون الناس هو: كيف يتنفسون؟!!.

وفي الدورات التدريبية الخاصة بالاسترخاء ومعالجة التوتر، لا يمكن أن تقوم دورة دون أن تبدأ بتعليمك كيف تتنفس؟!!.

إذن: التنفس حركة إرادية، وتُدار وفقًا لشعورنا، كحركات عضلات اليدين والرجلين، وليست كما يزعمون من أنها حركة لا إرادية بحتة، لا تتأثر بغفلتنا عنها كحركة رمش العين!.

أو لنقُل: إن التنفّس السليم الصحيح هو (إرادي) نُبعِدُه وقت ما (نشاء) حين ننزعج أو ننضغط، ونستدعيه وقت ما نُحبّ بوعيٍ واستحضار وإرادة، فكيف يكون لا إراديًا؟!.

وهذا يؤكد أنه: إما أن تكون المعلومات المقدمة في المدارس والعلوم الأساسية هي معلومات خاطئة، أو أننا لن نُصدِّق أننا لا نتنفّس بشكلٍ سليم؟!!

هناك مخرج وحيد (هزلي) لهذه المعلومة هو تحديدها بمدة زمنية:

أن التنفس هو حركة (لا إرادية) منذ الطفولة وحتى سن المراهقة، وبعدها يكون إراديًا، ويتأثّر بالضغوط والممارسات اليومية، وقد تتشبّع أجسامٌ بالأوكسجين، وينقصُ عند آخرين!.

قد يبدو هذا منطقيا!.

أضيفوا هذه المعلومة مبكرًا في مادة العلوم -في درس (حركة العضلات الإرادية واللاإرادية)، قبل أن يتفاجأ الفرد ويلجأ لدورة تدريبية تُعّلمه كيف يتنفس، ويُحرِّك عضلاته اللاإرادية؟!، أليس هذا صادما؟!.

في القرن القادم سيُعلِّمون الناس كيف يأكلون!، لأنّ عادة الأكل -المعلومة بالضرورة- لا تتمّ بشكلٍ صحيح وفطري، و(قد حدث هذا فعلا)! وإنما ينقصها أكل عميق (بضرورة المضغ والتأني)، واستراتيجيات أخرى عجيبة قادمة في زمن عجيب!.

فكلوا بعمقٍ وتنفسوا كيفما تشاؤون.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store