* وصَلتُ إلى مكتبه باكرًا وكان في انتظاري، فاجأَتُه بعد السَّلام: معاليكم من استدعاني، ولم أسعَ لذلك فآمل أن تمنحني وقتي، وأن تقبل صَراحتي؛ فما أنا إلا نَاصح لكم، وحريصٌ على نجاحكم، وقبل ذلك أن تُواصل المؤسسة التي أنتم على رأس هَرمها الإداري مسيرة التطور الذي تعيشه.
* أيضًا أكدتُ له بأنّ منسوبي المؤسسة في عمومهم يتميزون بإخلاصهم وتنوع خبراتهم وقدرتهم على العطاء متى مَا وجدوا القائد المُلْهِم، الذي يَأْسِرهم بتواضعه وإنسانيته؛ ويكفي أنهم أدواته في عمله؛ فهم مَن سينجح بهم إذا كان قريبًا منهم، وقدَّم لهم الحوافز المعنية قبل المادية!
* وكان مما ذكرته لذلك (المعالي) بأن هناك مَن سيأتي إليه طامعًا بقُرْبه، ولكن من خلال تشويه غيره؛ فأبلغ ردٍّ على أولئك الذين يتقمصُون شخصية «فَاعِل الخير» مواجهتهم المباشرة مع مَن خاضوا في أعراضهم لتتضح الحقيقة، التي غالبًا ستكشف أن مَن يَقْدح في غيره، وينقل الأخبار عنهم دون تدقيق مجرد (فَاعِل شَرِّ)!
* وهنا أعتقد أن تلك الوصايا التي ما أنا إلا نَاقِلٌ لها؛ فقد أَفَدتها مِن كبار السِّن وأصحاب التجارب لابد أن تكون في حضرة أيِّ مسؤول؛ لأنها بالتأكيد ستأخذ بيده، وستساعده في رسم ملامح طريق نجاحه في مهمته؛ هذا إذا كان لا يبحث عن مَجْدٍ شخصي، بل يَنْشُد صادقًا العمل المؤسسي المنظم.