Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

العرب.. رجل العالم المريض!

ضمير متكلم

A A
* الكثير من الدول قامَت مِن عَثَراتها واستغلت معطيات مراحل العصر، والثورة الصناعية والتقنية في الوصول للتنمية المستدامة، وفي أن تحقق لشعوبها الاستقرار والتطور والعَيْش الكريم؛ ولعل أقربَ الأمثلة معجزتَا «اليابان» التي نهضت من تحت الأنقاض، بعد تدميرها في الحرب العالمية الثانية عام 1945م، وكذا «الصين» التي استطاعت خلال سنوات قليلة أن تصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم!.

* أما الدول العربية -فمع بعض الاستثناءات المحدودة- فلأسف الشديد أصبحت اليوم هي (رَجُل العَالم المريض)؛ فرغم استقلالها عن الاستعمار في «خمسينيات وستينيات القرن الماضي»، واستردادها لمقدراتها وثرواتها، ومع ارتفاع رايات وحدتها القومية، إلا أن ذلك كله بقي في إطار النظرية والشعارات فقط، فيما هي تُعَاني من الانقسامات والاضطرابات والجهل والفقر، وازدادت حالتها سوءاً بعد أحداث «الحادي عشر من سبتمبر 2001م، إذ أصبحت صفة الإرهاب والتطرف ملازمة لهم، وبذريعتها اُسْتُبِحَتْ عدد منها، وفيها صُنعت المنظمات المتطرفة كـ»القاعدة، وداعِش وغيرهما»!.

* أما أسباب مَرَض «معظم دول بَنِي يَعرب»؛ فيُلخّصها حوار مع «المفكر اللبناني جورج قَرم» احتضنته «مؤسسة الفكر العربي»؛ حيث ذكر منها: (عدم الاستقرار السياسي، وانتشار الفساد المالي، وتدني مستويات التعليم، نتيجة لتخلُّف المناهج التعليمية، وعدم تخريج الكفاءات المطلوبة لسوق العمل، وعدم القدرة على تبني واستيعاب الثورات العلمية والتكنولوجية المتلاحقة، وهناك ديناميكية الفشل التي تسببت في هجرة الأدمغة العربية الى الغرب، وتهميش دور المواطن العربي، وعدم فعاليته ومشاركته في بناء وطنه، وضِيْق فرص العمل، وزيادة نسبة البطالة، وهي التي هددت الاستقرار، وهناك التغنّي بأمجاد الماضي، واستدعائها لكي تكون علاجاً وحَلّاً لفشل الحاضر...)!.

* وهنا لقد حَان الوقت لأن يتوقف ساسة تلك الدول العربية المسجونة بـ»الفقر والجهل والصراعات الإثنية والطائفية» عن التسابق في التَسلُّح الموجَّه لشعوبهم وأشقائهم، ليُفِيدوا من التجارب التنموية المتميزة، وليتفرغوا لمحاربة الفساد بشتى صُوره، وتنفيذ برامج تساهم في إصلاح التعليم، لتخريج كفاءات علمية ومهنية، يحتاجها سوق العمل، وإلى استثمار كل مقدرات أوطانهم للقضاء على البطالة؛ فلعل تلك الممارسات تجعل «العَرب» ينتقلون من كونهم «ذاك الرَّجُل المريض»، إلى «آخَر متعافي، وقَوِي»!.

* ويمكن في هذا الميدان الإفادة من تجربة «المملكة العربية السعودية ورؤيتها لـ2030م»، التي يقودها عَرَّابُهَا (ولي العهد الأمير محمد بن سلمان)؛ والتي بدأت تُؤتِي أُكُلها ولله الحمد، في تنويع مصادر دخل الاقتصاد السعودي، وفي البحث عن رفاهية المواطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store