Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سلطان بن سلمان : المملكة بقيادة خادم الحرمين تولي المساجد أولوية قصوى

سلطان بن سلمان : المملكة بقيادة خادم الحرمين تولي المساجد أولوية قصوى

في كلمة ألقاها في حفل افتتاح المؤتمر العالمي لعمارة المساجد في العاصمة الماليزية كوالالمبور

A A

خدمتنا للإسلام وسبل نشره تقتضي ألا نبقى منغلقين على أنفسنا

عنايتنا بالمساجد التي هي بيوت الله أولى من عنايتنا ببيوتنا الشخصية

الوحدة الوطنية التي قامت عليها المملكة انطلقت من المساجد

النعيم : رعاية الأمير سلطان للجائزة والمؤتمر أكدت دور الدولة في تعزيز المسؤولية المجتمعية



انطلقت في العاصمة الماليزية كوالالمبور فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لعمارة المساجد الذي تنظمه الأمانة العامة لجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، - أحد برامج الفوزان لخدمة المجتمع، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، وبحضور الأستاذ ناصر بن عبداللطيف الفوزان ممثل مؤسسة جائزة الشيخ عبداللطيف بن أحمد الفوزان، وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للمعمارين و منظمة التعاون الإسلامي وعدد من الشركاء في المملكة العربية السعودية وماليزيا والمنظمات الدولية ذات العلاقة.

وألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد ورئيس مؤسسة التراث الخيرية، كلمة أكد فيها أن أعظم شرف أن يوفق الله الانسان للعمل في شأن المساجد والعناية بها، كونها بيوت الله وهي جزء لا يتجزأ من ديننا وحياتنا اليومية، ولقد كان للمسجد الدور الأساسي في بلاد المسلمين واجتماعهم للصلاة والتداول والتشاور في أمور حياتهم ودينهم.

وبين سموه أن الوحدة الوطنية التي قامت عليها المملكة العربية السعودية التأمت على الدين الإسلامي الحنيف والقيم الأصيلة التي هي عامل بقائنا وسر قوتنا وتوحدنا، وأن هذه الوحدة التي انطلقت من المساجد والبناء المجتمعي الذي جعل المسجد محوراً في تركيبته، وعت الدور الشمولي الذي كان عليه المسجد في صدر الإسلام وعصور ازدهار الحضارة الإسلامية.

وقال سموه في كلمة له في افتتاح المؤتمر العالمي الثاني لعمارة المساجد الذي نظمته في العاصمة الماليزية كوالالمبور جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد أن الاسلام دين عالمي لكل مكان وزمان وأن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله، تولي المساجد عناية خاصة وأولوية قصوى والمملكة العربية السعودية لا تألو جهداً في العناية بالمساجد وتهيئة القائمين عليها وتعتبر ذلك واجباً عليها، وامتداد لما حباها الله من شرف خدمة الحرمين الشريفين.

وأوضح سموه أن جائزة الفوزان التي تعتز بأنها نبعت من المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين وقبلة الإسلام والمسلمين، تعمل ضمن جهود مؤسسية لتعظيم رسالة المسجد والعناية به على مختلف المجالات، وتستهدف إحياء دور المسجد وخاصة في الأحياء السكنية وربط العناية به بسكان الأحياء ضمن منظومة متكاملة تضمن مشاركة الأسر والنشء في العناية بالمسجد وخدمته كواجب أساسي ولا يجب النظر إليه أنه مسؤولية الدولة فقط.

وأكد الأمير سلطان على أهمية أن تكون عنايتنا بالمساجد التي هي بيوت الله أولى من عنايتنا ببيوتنا الشخصية، ونبذل لذلك كل ما نستطيع، ويتعود كل واحد منا على العناية بالمسجد ويعود أبناءه على ذلك، وأن نسعى لتهيئة المساجد لتكون جاذبة للمصلين وأجواؤها مناسبة لتلاقيهم، فالمساجد اليوم لم تعد مقتصرة على كونها مكاناً للصلاة والتي هي بلا شك أعظم أدواره وأشرفها، لكنها تجاوزت ذلك لتصبح مكاناً للتلاقي وموضعاً لترسيخ القيم وتفقد الأحوال بعد أن انتشرت العزلة نتيجة لتغير وسائل التواصل وسلوكيات التلاقي في المجتمعات.

ولفت النظر سموه إلى أن المساجد آخذة في الانتشار في أرجاء العالم نتيجة لانتشار الدين الإسلامي الحنيف، وذلك يفتح لنا آفاقاً لتطوير معايير التهيئة وإيضاح أدوار المساجد في المجتمعات والدول غير المسلمة لتكون مرحبة بالمسلمين وغير المسلمين ومنصة لنشر القيم الإسلامية والدين الصحيح والأخلاق السمحة، إذ أن خدمتنا للإسلام وسبل نشره تقتضي ألا نبقى منغلقين على أنفسنا.

وشدد سموه على أهمية أن تتحول المساجد إلى أماكن يجد فيها الناس السعادة والراحة والطمأنينة، وأنه من المهم أن تكون المساجد مرحبة بالناشئة وممكنة للمصلين والمرتادين أن يعيشوا في أجواء أخوية تجعل من هذا التواجد المتكرر يوميا إيجابياً على حياتهم وعلاقاتهم ببعضهم البعض.

وتطرق سموه إلى مشروع المملكة العربية السعودية للعناية بالمساجد العتيقة التاريخية، حيث أشار إلى أن مؤسسة التراث الخيرية التي تشرف بتأسيسها ورئاستها منذ عام 1417هـ (1996م)، أطلقت مبادرة رائدة منذ عام 1417هـ (1996م) للعناية بهذه المساجد المنتشرة في أرجاء المملكة، ثم عملت المؤسسة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لتأسيس برنامج العناية بهذه المساجد وتوثيقها وإعادة بنائها وإحيائها، ولقد تسابق الناس لتقديم العون في مناطقهم ومدنهم وقراهم لاستعادة هذه المساجد التاريخية والتي كان لها دور أساسي ومحوري في انطلاق وتمكين وحدتنا الوطنية طوال الثلاثمائة عام الماضية، فقد تم حصر 1400 مسجداً تاريخياً عام 2019م، و 1740 مسجداً مستهدفاً عام 2020م، وتم ترميم 135 مسجداً، ومخطط ترميم 200 مسجد عام 2020م.

وتحدث سموه عن جمعية العناية بمساجد الطرق التي انطلقت قبل أربعة أعوام وهي المبادرة الأولى على مستوى العالم في إنشاء وإدارة المساجد على امتداد المساحات الشاسعة وآلاف الكيلومترات من الطرق حيث نجحت الجمعية في بناء ١١ مسجداً، و7 مساجد تحت التنفيذ حالياً، وتشرف الجمعية على 74 مسجداً ضمن برنامج الصيانة والتشغيل، ومستهدف تغطية 500 مسجداً قبل نهاية العام 2020م، و(2000) مسجداً قبل نهاية 2022م، كما تم مسح أكثر من 900 مسجد على مستوى المملكة في نظام المعلومات الجغرافية (https://www.msajidona.org/).

وأكد سموه على أهمية أن تعمل جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد على تحقيق أهدافها في العناية بالمساجد وتطوير أدائها بأسلوب عصري يمكنها من مواكبة المتغيرات وتوظيف التقنيات لتكون المساجد مهيأة لكل فئات المجتمع وصديقة للبيئة، وأن نتجاوز في الجائزة مجرد الاحتفاء بالشكل المعماري أو الزخرفة إلى تطوير عمارة المساجد وتجهيزها وأساليب إدارتها والعناية بها https://alfozanaward.org/

وقد شهد حفل الافتتاح والجلسات العلمية نخبة من القيادات الرسمية والخبراء الذين وفدوا إلى متحف الفن الإسلامي في "كوالالمبور" وتابعوا أنشطة وفعاليات المؤتمر الذي انعقد تحت شعار "عمارة المسجد في المستقبل" والذي يعتبر امتداداً للمشروع العلمي الهام الذي تقوم به الأمانة العامة للجائزة بهدف تطوير عمارة المساجد على الصعد المحلية والإقليمية والدولية، علماً بأن النسخة الأولى للمؤتمر انعقدت في العام 2016 بالتعاون مع جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل في الدمام وحققت نجاحاً كبيراً بحضور كمي ونوعي من المختصين والمهتمين بعمارة و فنون المساجد في المملكة وعلى مستوى العالم.

وتابع رواد المؤتمر فعاليات معرض (مقامات) المعرض الرسمي المصاحب كمبادرة ضمن البرنامج العلمي للجائزة لعرض مشاريع القائمة القصيرة للدورة الثالثة، وشمل المعرض عرضاً لمساجد القائمة القصيرة وعددها 27 مشروعاً. حيث يهدف المعرض إلى الارتقاء بالثقافة العامة ونشر المعرفة المتعلقة بعمارة المساجد من خلال عرض أعمال معمارية متنوعة لمساجد من مختلف أنحاء العالم في معرض واحد.

وبدوره عبر الدكتور مشاري النعيم، الأمين العام لجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد في كلمته عن سعادته بالرعاية الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، مثمناً الجهود التي ظل يبذلها سموه في دعم الجائزة والمؤتمر مما كان له الدور البارز في الارتقاء بمبادرات الجائزة والبرامج العلمية التي تتبناها لخدمة وتطوير بيوت الله على مستوى المملكة والعالم، فضلاً عن تحفيز العمارة الإسلامية وتأكيد ريادتها على الفنون الإنسانية.

وعلى هامش الجلسات أوضح النعيم، أن المؤتمر العالمي الثاني لعمارة المساجد يمثل أحد الأذرع العلمية للجائزة التي تعمل على تعزيز وتطوير عمارة المساجد في العالم ، ويعتبر المؤتمر منصة علمية و مهنية للباحثين و المهتمين بعمارة بيوت الله من كافة أنحاء العالم، كما يأتي المؤتمر ضمن مبادرات المسؤولية المجتمعية للفوزان لخدمة المجتمع والتي تتجسد من خلال جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد ودعمها المستمر لجهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد و المؤسسات الأخرى ذات العلاقة، مما يبرز دور المملكة العربية السعودية في نشر المعرفة وتعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء وتعزيز الثقافة الإسلامية.

وأوضحت الأمانة العامة للجائزة أن المؤتمر انعقد في أجواء علمية أسهمت في إثراء المناسبة، حيث شارك في المؤتمر الحالي 9 من المتحدثين الرئيسيين العالميين المتخصصين في عمارة و فنون المساجد، كما تم عرض 45 بحثا علميا من كافة أنحاء العالم، تناولت مواضيعاً مختلفة مرتبطة بعمارة المسجد في المستقبل علماً أن أمانة الجائزة كانت قد تلقت عبر اللجنة العلمية للمؤتمر حوالي 130 ورقة علمية من 30 دولة حول العالم للمشاركة في المؤتمر الذي يعتبر أكبر المناسبات العلمية الدولية المتخصصة بعمارة وفنون المساجد.

وفي سياق آخر يتعلق بتحكيم مشاريع الدورة الثالثة من جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد فسيتم الإعلان عن المساجد الفائزة في حفل توزيع الجوائز في الرياض في 2 مارس 2020، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض.

هذا ويسعى كلا من جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد والمؤتمر العالمي الثاني لعمارة المساجد للإسهام بتطوير المساجد وإظهار الصورة المشرقة للمملكة كدولة حاضنة للفكر العلمي الإسلامي المعتدل وإحياءً للتقنيات والمنهجيات المعمارية المستوحاة من الحضارة والتاريخ الإسلامي والتي تراعي الفن المعماري الحديث بما يتسق مع توجهات رؤية 2030 وتطلعات المملكة للارتقاء بالجوانب المعمارية للمساجد محلياً وإقليمياً وعالمياً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store