Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

تهكير وتزوير.. وانتحال وسرقات!!

A A
تتعرَّض الصفحات في الفيس بوك إلى التهكير، والحسابات في تويتر إلى انتحال شخصية، ورسائل الوتس أب إلى تزوير، والبريد الإلكتروني إلى سرقات، ممّا يُشوِّه أصحاب تلك الصفحات والحسابات والرسائل والبريد الإلكتروني.

إن من أهم أهداف تلك الأعمال الخبيثة، البحث عن المال، ومحاولة الوصول إلى الحسابات البنكية للتعامل معها On Line لتحويل الأموال، ثم بالدرجة الثانية، الانتقام والكيد، ثم بعد ذلك تكون من الأهداف، التلاعب وأذية الناس، وأياً كان الأمر، فإنه مقلق ومؤذي، وقد يؤدي إلى تشابك الناس ببعضها، خاصةً عندما يضع بعض خصوصيات الآخرين على صفحته في الفيس بوك أو تويتر، أو يخترق الواتس أب، أو يعمل من خلال انتحال الشخصية في تويتر ويفتح حساب مشابه تماماً لحساب إنسان آخر، وهو الذي بدأ ينتشر هذه الأيام، ثم يُرسل على الخاص، ويدعوك إلى المشاركة معه في الواتس أب.

لا أجد حلاً لمثل هذا الاختراق والانتحال والتزوير مثل التروِّي في التعامل مع مثل هذه الأمور، فإن جاءك طلب مال على أي صورة ومن أي أحد، لا تستجيب أبداً، لا حالاً ولا لاحقاً، خاصة بوسيلة البريد الإلكتروني، أو الواتس أب، أو الهاتف مباشرةً، وثانيا المنع الكامل للتعامل مع أي رسالة نصية تطلب منك تحديث معلوماتك، واجعل تغيير أي شيء رسمي عن طريق ذهابك إلى فرع البنك، وبالنسبة لتويتر، فالحذر كل الحذر من التعامل مع الأسماء الوهمية غير الحقيقية، وكلما قصرت متابعتك مع الأسماء الحقيقية، كلما خف شر التزوير عنك. والفيس بوك أصعب ما فيه أن ينتحل أحد صورتك واسمك ورقم جوالك، ليطلب من الآخرين التعامل معه، وأحياناً يكون من باب الاستحواذ على المال، أو نشر صور فاضحة لتُلصق بك، وهناك مَن يعمل على اللعب بالفوتوشوب ليُخرج مادة تُشوّه الإنسان صوتاً وصورة، ولذلك كان التحذير في القرآن الكريم شديداً في عدم تصديق ما يصلك عن أي إنسان تشك في مصداقيته، (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).

وأخيراً داء السرقة عبر وسائل التواصل انتشر كثيراً هذه الأيام، فعباراتٍ تُسرق، وفصول وأبواب وكُتب كلها تراها ولا ترى أسماء أصحابها ومُؤلِّفيها، والأدهى من ذلك أن تجد ما يكون من كُتبك وعِبَاراتك وكَلِمَاتك ما يُزيِّن به الآخرون أسماءهم، ويُلمّعون به أنفسهم، وهو من حصاد غيرهم، حتى كلمة «منقول» يستكثرونها على أصحابها.

فاللهم إنا نعوذ بك من كل هكر وما هكَّر، ومن كل مُنتحل وما انتَحَل، ومن كل مُزوِّر وما زوَّر، ومن كل سارقٍ، وما سرق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store