Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

دولة أم فندق إسرائيلي؟ مستشفى أم مرض فلسطيني؟!

إضاءة

A A
وفقاً لجريدة «الشرق الأوسط» يحصل كل مهاجر الى إسرئيل على 2500 شيكل «الدولار يساوي 3,5 شيكل» لكل فرد في عائلته فور وصوله مطار بن جوريون، ومبلغ قريب من ذلك إذا وصل بمفرده! ويُطلب من المهاجر فور وصوله، فتح حساب في بنك إسرائيلي، بعدها يبدأ تحويل مبالغ شهرية له على مدار نصف سنة! ووفقاً للتعريفة أو التسعيرة ذاتها تحصل العائلة المؤلفة من أبوين وثلاثة أولاد دون سن 17 عاماً على مبلغ 60 ألف شيكل، فاذا غادر المهاجر تتوقف هذه المنح، لكنها تستمر في حال صرح بأنه يواصل العمل بالخارج، ويعود إلى اسرائيل في فترات متقاربة!، وتستمر هذه الاستحقاقات في حال بقاء الزوجة والأولاد، كما يحصلون على جواز سفر يسهل عليهم الدخول الى الدول الغربية من دون تأشيرات!.

لكن سلطات الاحتلال اكتشفت وصول الكثيرين من المهاجرين في الفترة الأخيرة، وبمجرد حصولهم على الامتيازات يغادرون الى بلدانهم أو يتوجهون الى دول غربية أخرى!، وبحسب وزارة استيعاب الهجرة الإسرائيلية، فقد بلغ عدد المهاجرين من دول الاتحاد السوفيتي السابق في السنوات الثلاث الأخيرة 59 ألفاً و 563 شخصاً حصل 86% منهم على امتيازات وإعفاءات ومنح عديدة.. وعلقت الوزارة: لقد قدموا إلينا من أجل جواز السفر والحصول على الامتيازات.. والمغادرة في أسرع وقت»!

هنا تبرز عدة أسئلة مشروعة وهادئة: لماذا كل هذه الإغراءات بل الرشاوى؟ وهل هذه دولة حقاً؟! وهل هي كما يتصور البعض -بعض العرب- الجنة الموعودة؟!.

في نفس الصفحة من «الشرق الأوسط» الصادرة الثلاثاء الماضي 3 ديسمبر 2019 قال نتنياهو إنه يريد البقاء رئيساً للحكومة، لا لأغراض حزبية، أو مصلحة شخصية، وإنما لضم غور الأردن لإسرائيل! وقال وزير الاستيعاب» لاحظ معي هنا أسماء الوزارات الإسرائيلية» زئيف إلكين إن ضم غور الأردن إلى اسرائيل هو «أحد الأمور المركزية التي يخطط نتنياهو لها» وأي عاقل -والحديث مازال لزئيف- يدرك أن هذه الخطوة تتطلب موافقة أمريكية، وتوجد الآن فرصة نادرة يحظر إهدارها»!

وهنا أيضاً تبرز عدة أسئلة أكثر مشروعية وهدوءاً: هل بات التهام الأراضي العربية هو الطريق الوحيد في إسرائيل للفرار من الاتهام بالفساد؟ وما الذي سيكون عليه الحال - حال الأراضي العربية المتاخمة لفلسطين- اذا امتد حكم نتنياهو؟ وما هو موقف أي رئيس وزراء إسرائيلي غير نتنياهو من مسألة الالتهام؟!

وفي نفس الصفحة الثامنة من جريدة «الشرق الأوسط» يقول التقرير الرئيسي إن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» وزياد النخالة أمين عام حركة «الجهاد الإسلامي» وصلا الى القاهرة في محاولة لدفع اتفاق تهدئة طويل الأمد مع إسرائيل! وبدورها هاجمت السلطة الفلسطينية تفاهمات التهدئة بين حماس وإسرائيل باعتبارها أداة لقتل مشروع الدولة الفلسطينية!، ومن الواضح أن مسألة إقامة مستشفى ميداني أمريكي بالقرب من معبر بيت حانون شمال قطاع غزة بإشراف مؤسسة أمريكية هو أحد هذه الترتيبات!.

وقبل أن أتطرق الى الأسئلة المتولدة عما ورد في التقرير، يجيب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بوضوح مخيف: إن الحكومة تتابع الأحداث الآتية من قطاع غزة، وترى في هذه المشروعات المقامة، تنفيذاً لما يُسمى «صفقة القرن»!!، وزاد قائلاً: إن هذه الأحداث، تتطابق مع المخططات التي أعلنها جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي في ورشة البحرين التي عقدت في يونيو الماضي!.

ويضيف أشتية: إن المستشفى الأمريكي المعلن تنفيذه على حدود غزة والمدن الصناعية، والجزر العائمة، يجسد المخطط الأمريكي الرافض للتعامل مع المطالب السياسية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني؟

سألت في مقدمة المقال حول إسرائيل فقلت: هل هذه دولة أم رحلة أم فندق؟! وأجدني أتساءل حول مستشفى غزة: هل هو للعلاج أم لتفاقم المرض الفلسطيني؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store