Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مكي: خطابنا الثقافي يجب أن يكون منفتحا على كل الأفكار

مكي: خطابنا الثقافي يجب أن يكون منفتحا على كل الأفكار

A A
أكد أمين سرّ اللجنة التنفيذية سابقًا في مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت الدكتور يوسف مكي على ضرورة أنّ خطاب المستقبل الثقافي العربي يجب أن يكون مفتوحًا ومنفتحًا على كلّ الأصوات والأفكار، وأن يمثّل الالتزام بمبدأ التعدّدية بكلّ تجلياتها، مع احترام الرأي الآخر، وهو خطاب يجب أن يرفض بحزم دعاوى الخصوصية الثقافية والدينية التي استخدمت على مرّ التاريخ العربي كذريعة لقمع الحريّات، ومصادرة الرأي الآخر.

واعتبر في ورقة عمل تمت مناقشتها فى فعاليّات مؤتمر «فكر17» بالظهران مؤخرا تحت عنوان «المثقّف العربي في مواجهة التحدّيات» أنّ الخطاب الجديد المطلوب هو خطاب يتجاوز بوعيه السياسي حدود الجغرافيا، والوحدانية التاريخية،

وميّز بين نوعين من الاندماج في هذا العصر الكوني، اندماج إيجابي يرفع تحدّي الانخراط في الحداثة والمعاصرة والإبداع والمساهمة في مجالات الثقافة والفنون، وإصلاح الأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية تجاه تحقيق مزيد من الاحترام لحقوق الإنسان، وبين اندماج سلبي يرفع في وجه الثقافة العربية تحدّي الرضوخ للتبعية والتهميش، وإلغاء الذات، والتنازل عن الحقوق والهويّة أمام قوى الهيمنة العالمية الجديدة، داعيًا إلى تدشين نظام عربي تحديثي عصري المنازع والتوجّهات، قادر على مواجهة هيمنة الدول المتقدّمة، في العلم والتكنولوجيا والقوّة العسكرية.

الحسن: الدور الفاعل للمثقّف العربي في تراجع

أكد الدبلوماسى الإماراتي السابق الدكتور يوسف الحسن، أنّ الدور الفاعل للمثقّف العربي قد تراجع بسبب عوامل موضوعية وذاتية، من بينها الضعف في الحرّيات العامّة، والطلاق بين التنمية والثقافة، والانتماءات الأيديولوجية، وغياب المشروع الثقافي النهضوي قطريًا وقوميًا، فضلًا عن تعثّر النظم السياسية العربية وتخدير الحسّ النقدي.

وأشار في ورقة عمل ناقشها منتدى فكر 17 بالظهران مؤخرًا بعنوان «نحو مفهوم جديد للمثقّف» إلى أنّ الفكر العربي اليوم يواجه أسئلة متجدّدة ذات علاقة بمعايير الانتظام والعيش المشترك في المجتمع الواحد وبين المجتمعات الأخرى، وفي صدارة هذه الأسئلة، سؤال إدارة التنوّع والاختلاف في أبعاده المتنوعة، من ثقافية ورؤى فكرية وسياسية ودينية، وأكّد أن الأوان آن ليعيد الفكر العربي تثمين قيمة الدولة الوطنية العربية، وينشغل في تعزيز مقتضياتها في هذا العصر، كدولة قوية وعادلة.

وقال: «إننا تغذّينا لوقتٍ غير قصير على نظريات متعدّدة عن المثقّف، كنظرية المثقّف الواعي بحركة التاريخ المدافع عن المصالح الطبقية، والمثقّف العضوي، والمثقّف الملتزم، والمثقّف المتكلّم باسم المستضعفين، والمثقّف ضمير التاريخ، لكن ماذا لو حاولنا الخروج عن هذه النماذج التقليدية؟.

ولفت إلى أنّ الصراع الثقافي أصبح يدور حول إقرار نظام بعينه لإنتاج الحقيقة، إنّه صراع بين من يحاولون أن يرسّخوا في الأذهان أنّ الحقيقة قيلت منذ غابر الأزمان،، وبين من يسعون إلى أن يبيّنوا أنّ الحقائق ليست «بنت الأدمغة»، وأنّها ليست طاهرة نقية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store