Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الإرهاب لا يمثلنا

A A
جميعنا نتألم كلما سمعنا عن وقوع حادث إرهابي مهما كان مصدره ومكانه، وجميعنا يعلم بأننا في المملكة من أكثر الدول في العالم التي عانت من الإرهاب وآثاره وتعرضت لحوادثه المختلفة، فالإرهاب لا دين له ولا وطن بل هو نتاج فكر متطرف يتم ترجمته من خلال العنف ومن خلال التجرد من كل الصفات الإنسانية دون رحمة أو شفقة، وبالرغم من محاولات البعض ربط الإرهاب بالدين أو الطوائف أو غيرها من الملل أو التصنيفات المختلفة إلا أن الحوادث الإرهابية المتكررة والمتفرقة حول العالم تأتي في كل مرة لتؤكد بأن الإرهاب إنما هو تصرف شخصي لا يمثل الأمم ولا الشعوب ولا الثقافات المختلفة بل يمثل من يقوم به وأن البعض قد يستغل مثل تلك الحوادث الإرهابية والتي قد يقوم بها بعض الإرهابيين ليصف المجتمعات والدول والأديان التي ينتمي لها أولئك الإرهابيون بأنها إرهابية رغبة في زرع الكراهية في نفوس الآخرين واستغلال بعض تلك الأحداث المأساوية من أجل أهداف دنيئة.

في يوم الجمعة الماضي وقع في ولاية فلوريدا الأمريكية حادث إطلاق نار نتج عنه وفاة وإصابة عدد من المواطنين الأمريكيين وقد قام بذلك الحادث أحد الطلبة السعوديين، وبادر خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- بتقديم تعازيه وخالص مواساته للرئيس ترامب وأسر المتوفين وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل مؤكداً بأن مرتكب هذه الجريمة الشنعاء لا يمثل الشعب السعودي الذي يكنُّ للشعب الأمريكي التقدير والاحترام، كما أعربت وزارة الخارجية بدورها عن بالغ الأسى والحزن لقيام أحد الطلبة السعوديين في ولاية فلوريدا بذلك الحادث وتقدمت بالتعازي لأسر الضحايا وأمنياتها للمصابين بالشفاء مؤكدة أن مرتكب هذه الجريمة الشنعاء لا يمثل الشعب السعودي إطلاقاً والذي يكن للشعب الأمريكي الاحترام والتقدير.

ما يقوم به بعض الأفراد من جرائم إرهابية وحوادث بشعة لا تمثل الشعوب أو حكوماتها ولا تمثل بأي حال من الأحوال طبيعة تلك المجتمعات والتي عادة ما تنادي بالسلام والتعايش والمحبة والتوافق وغيرها من الدعوات التي تعارض مبادىء الكراهية وخطابات العنف والإرهاب والتي لا يقرها دين ولا تقبل بها ملة ولا تقرها المواثيق والأعراف الدولية،

فالإرهاب لا يمثل الشعب السعودي وعلى جميع المنظمات والمؤسسات الدولية أن تسارع بتجريم ومواجهة أي خطابات متطرفة قانونياً تعمد لاستغلال مثل ذلك الحادث لمحاولة إعادة إلصاق تهمة الإرهاب بالشعب السعودي فمثل تلك الخطابات ستساهم في تغذية التطرف والإرهاب.

علينا أن نستفيد من هذا الحادث لنشر الوعي والتعريف بقيم التعايش والمحبة والسلام والتصدي لكافة مظاهر العنصرية والكراهية وإدانة الإرهاب بكل أشكاله وصوره وأياً كان مصدره ودعوة المنظمات الدولية إلى ضرورة احترام الأديان ونبذ المتطرفين والإرهابيين ومحاربة الخطابات العنصرية والتي تنبذ الآخرين ولا تخدم السلم والأمن العالمي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store