Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

قمة تعزيز اللحمة الخليجية

A A
بعد القمم التاريخية الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية)، التي سبق أن عُقدت قبل عدة أشهر في المملكة، ها هي العاصمة الرياض تشهد اليوم قمة خليجية جديدة، حيث يُعقد اجتماع الدورة الـ40 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وحضور قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل بحث السبل الكفيلة بتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك وتوحيد الصفوف والتأكيد على وحدة الهدف والمصير المشترك للشعوب الخليجية، إضافةً إلى تعزيز الترابط والتكامل الاقتصادي وتقوية المنظومة الأمنية بين دول المجلس لمواجهة التحديات الإقليمية والخارجية.

يوجد على طاولة القمة اليوم العديد من الملفات الساخنة، نظراً لما تحمله دول الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية من ثقل سياسي واقتصادي عالمي، فهناك التطورات في الملف الفلسطيني والسوري والعراقي واليمني والليبي واللبناني، إضافةً إلى ملف مكافحة الإرهاب والجهات الداعمة له بما في ذلك ما تُواجهه المنطقة من تهديدات ومخاطر بسبب الممارسات الإيرانية المتطرفة، وفي مقدمتها الهجوم الذي وقع مُؤخَّراً على المنشآت النفطية وناقلات النفط، إضافة الى دعم دول المجلس لكل ما يساهم في تعزيز مسيرة التعاون وتطويرها في مختلف المجالات الدفاعية في التعامل مع النظام الإيراني، عبر موقف خليجي موحد، ورفض التدخلات والتهديدات الإيرانية لدول المجلس، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها، ووقف دعم وتمويل المليشيات والتنظيمات الإرهابية بما يُساهم في تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة.

يقول الباحث السياسي الأمريكي تيودور كاراسيك في تصريح لإحدى الصحف: «المملكة هي القطب الخليجي القادر على انتزاع فتيل الأزمات وإعادة توحيد صفوف البيت الخليجي»، والكل يعرف بأن المملكة هي صمام الأمان للمنطقة، وهي من أكثر الدول التي سعت للحفاظ على لُحمة هذا الكيان الخليجي، وعملت على بذل الغالي والنفيس من أجل ضمان وحدته والمحافظة على تعزيز مسيرته واستمرارها، وقد واجهت العديد من الظروف والتحديات والمشاكل، واستطاعت أن تتجاوزها، وأن تعيد ترتيب البيت الخليجي من جديد لتنطلق بقوة في طريق مسيرة الازدهار الاقتصادي والثقافي والارتقاء به لما فيه مصلحة ورخاء ونماء شعوب ودول المنطقة.

موجة من التفاؤل تسود أجواء الرياض اليوم، خصوصاً مع تأكيد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بأن القمة «ستخرج بقرارات بناءة تُعزِّز من اللحمة الخليجية وتُعمِّق الترابط والتعاون والتكامل بين الدول الأعضاء وتُرسِّخ أركانه»، متمنياً بأن تكون القمة الأربعون قمة ناجحة، تخرج بنتائج إيجابية لدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك، وتحقيق ما تصبو إليه شعوب المنطقة من أمنٍ واستقرار وتقدم وازدهار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store