Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

يوميات للمشَّائين غير المتشائمين!

الحبر الأصفر

A A
أُحَاول أَنْ أُفشِي بَين الأَحبَاب والأَصدِقَاء؛ ثَقَافة المَشي، ولَو كَانَت تَنتَقل بالعَدوَى، لكُنتُ مِن الفَرحين بحَمل فَيروسهَا، ونَشره بَين النَّاس أَجمَعين.. ولَعلَّ هَذه اليَوميَّات تَنشر بَعض العَدوَى:

(الأحد): يَقول أَحدُ العَاشِقين مُتغزِّلاً فِي حَبيبتهِ: (الحُبُّ هو أَنْ تُشَاركيني فِي المَشي، دُون أَنْ تَسأَلي عَن الوَقت، وتُؤجِّلي أَلَم القَدَمين لمَساءٍ آخَر)..!

(الاثنين): يَقول "طه حسين": (أَكره النَّوم لأنَّني لَا أُدخِّن فِيهِ)، وهَذه العِبَارَة لَم تعجب شَيخنا "أبوسفيان العاصي"، لِذَلك أَرَاد أَن يُصلِح مَا أَفسَده "طه حسين"، فقَال: (لَا أُحبّ النَّوم، لأَنَّني لَا أَمشِي فِيهِ، ولَا أُطلق سَاقيَّ للرِّيح)..!

(الثلاثاء): مِن الكُتب التي تُعطي فَلسَفَة عَميقَة للمَشي، ومَفهُوماً دَقيقًا للرَّكض، كِتَاب: "الجري"، للفَيلسوف "ثور جوتاس"، ومِن تَرجمة السيِّدة "نادين الخطيب"، وهو تَاريخ غَير تَقليدي لهَذه الحَركَة، التي بَدَأَت مَع الإنسَان، مُنذ أَوَّل يَوم وُجد فِيهِ عَلَى الكُرَةِ الأَرضيَّة..!

(الأربعاء): المَشي أَو الرَّكض -عَلَى الأَصَح- مِن أَكثَر المُحفِّزَات عَلَى الإبدَاع، لِذَلك يَقول الأُستَاذ "جيمس فيكس"، صَاحِب كِتَاب "التَّداوي بالرَّكض": (يَميلُ الكَثير مِن الرِّجَال والنِّساء؛ الذين يَعملون فِي حَقلٍ يَعتَمد عَلَى الإبدَاع، كالدّعَايَة فِي السِّينمَا أَو التّلفزيون -مَثلاً-، إلَى الرَّكض، لأنَّ مُعظم أَفكَارهم المُبدِعَة تَتَبَلْوَر أَثنَاء التَّمرين)..!

(الخميس): مِن جَمَاليَّات المَشي، أَنَّه يَدخُل فِي التَّشبيهَات، والصّوَر البَلاغيَّة لحيَاةِ النَّاس، فمَثلاً: المَرأَة التي تَمشي بغُنجٍ ودَلال، وتَتَدَاخَل سَاقاها ببَعضهما، يُقَال بأنَّها تَمشي مِثل القطّة "Cat Walk"، كَمَا أَنَّ المَشي والرَّكض كِلَاهُمَا يُعطَى للإنسَان؛ كنَظريَّة عَلَى التَّدرُّج فِي النَّجَاح، وصعُود سلّم المَجد، لِذَلك يَقول الإنجليز فِي أَمثَالهم: (You Can't Run Before You Can Walk)، أَي أَنَّك لَا تَستَطيع الرَّكض قَبل أَنْ تُجيد المَشي..!

(الجمعة): يَتعبُ الإنسَان وهو يَبحَث عَن السَّعَادَة، ويَدفع مِن أَجلهَا آلَاف الدُّولَارَات والرِّيَالَات، ويَنسَى أَنَّها فِي مُتنَاول الفَقير قَبل الغَني، وأَعنِي بِهَا، تِلك السَّعَادَة التي تَستَولي عَلَى الإنسَان أَثنَاء مَشيه، وفِي ذَلك يَقول الرِّوَائِي البَرَازيلي "باولو كويلو": (أَبسَط سَعَادَة عِندي هِي المَشي)..!

(السبت): الفِعل فِي اللُّغَة العَربيَّة، غَالِباً يُشتَقُّ لَه مَعنَى أَو اثنَان، ونَظراً لأنَّ المَشي أَمرٌ مُهمّ، فقَد تَفنَّن العَرب فِي تَسمية أَنوَاع المَشي، وإعطَاء وَصْف لكُلِّ طَريقَةٍ مِن طُرقه، فهُنَاك -عَلَى سَبيل المِثَال-: "المَشي" ثُم "الرّمل"، ثُمَّ "السَّعي" ثُمَّ "الهَروَلَة"، ثُمَّ "الرَّكض" ثُمَّ "العَدْو"... إلَى آخرهِ، وسيَكون لِي وَقفَة؛ مَع أَنوَاع المَشي الأُخرَى فِي "قَوَاميس العَرَب"..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store