Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

قصص قصيرة.. تأبى أن تبقى أسيرة!

الحبر الأصفر

A A
أَحيَانًا أُصنِّف القصَص القَصيرَة كفَاكهةٍ أَو تَحلية، فأُرجِئهَا حَتَّى أَنتَهِي مِن تَنَاول الكِتَابَات الثَّقيلَة، لَكنَّها تُبدي مُمَانَعَة شَديدَة، فتَحشد أَخوَاتهَا لتُشكِّل وَجبَة دَسِمَة، لَا تَترك مَكاناً عَلَى المَائِدَة؛ لأَي صنفٍ آخَر مِن الكِتَابَات، فسَمّوا الله، واقرَؤوا مِمَّا يَليكُم:

* سَأَلَني صَديقي: إذَا سَألكَ أَحدٌ عَن مَعلُومَة، مَاذَا تَقول لَه؟، قُلت: أَقول لَه: اذهَب للشّيخ «قوقل» ثُمَّ «قَوقلهَا وتَأمَّل»، أَو»قَوقلهَا وتَوكَّل»..!

* ثُمَّ سَأَلَني مَرَّةً أُخرَى: لِمَاذَا تُسمِّي العَرب مَكَان النَّوم بـ»المَخدع»؟، قُلت: لَعلَّ السَّبَب يَرجع إلَى أَنَّ الإنسَان يَخدع نَفسه؛ أَو زَوجته، فِي مَرحلة النَّوم..!

* ثُمَّ سَأَلَني مَرَّةً ثَالِثَة: مَا القَول الذي يُطربك فِي «سِيرة الأَمَل»؟، قُلت: تُطربني عِبَارة الفَيلسوف «بيكون» التي تَقول: (الأَمَل إفطَارٌ جيِّد، وعَشاءٌ رَديء)..!

* سَأَلَني: لَو كُنتَ طَبيباً للثَّقَافَة، مِن أَين ستَبدأ العِلَاج؟!، قُلت: سأَبدَأ بمُعَالجة المُصَابين بشَهوة الكَلَام، أُولئِكَ الذين لَا يُحسِنُون الكَلَام فيُفيدون غَيرهم، ولَا يُحسنون الصَّمت فيَستَفيدون مِن غَيرهم.. ثُمَّ أُجري استفتَاءً عَامًّا عَلَى المُؤلَّفات، التي طُبعت خِلال آخِر رُبع قَرن، وأَرصد مُكَافآت لأصحَاب أَهَم (100) كِتَاب، بوَاقِع (10) رِيَالات لكُلِّ صَفحَة، ثُمَّ أَفرض غَرَامَات عَلَى الكُتب؛ التي يُجمِع القُرَّاء عَلَى أنَّها أَضَاعَت أَوقَاتهم، بوَاقع (100) ريَـال عَن كُلِّ صَفحَة. وبَعد ذَلك سيُصبح لكُلِّ كَلِمَة قِيمتهَا، وسيَحسب الكَاتِب أَلْف حِسَاب للعَوَاقِب، وفِي أَسوَأ الأَحوَال، سيَكون الكَاتِب صَديقاً للبيئَة، حِيَن يَكفُّ عَن استهلَاك الوَرَق؛ الذي تُقطَع بسَببهِ الأَشجَار..!

* سَأَلَني: مَن عَلَّمك تَوقيت استخدَام «لَا»؟، قُلت: تَعلَّمته مِن الفَيلسوف الشَّاعِر «محمد إقبال» حِينَ قَال: (أَعطني القوَّة لأَقُول «لَا»، وأَعطني العَقل لأَعرف كَيف أَقولهَا، وأَعطني الكفَايَة لأَعرف مَتَى أَقولهَا)..!

* سَأَلَني: مَا الفَرق بَين الجَاهِل والحِمَار؟، قُلت: الفَرق كَبير جِدًّا، لأنَّ الحِمَار مُفيد ونَافع، بَينمَا الجَاهِل لَا فَائِدَة مِنه، بَل هو أَقرَب للضَّرَر..!

* سَأَلني: مَن هو أَهم كَاتِب؟، قُلت: سَألُوا أَديبًا عَربيًّا هَذا السُّؤَال فقَال: (أَهَم كَاتِب فِي الدُّنيَا هو مَن يَكتب الشِّيك)..!

* سَأَلَني: لِمَاذَا تَغضب مِنِّي حِينَ أَقول الحَق؟، قُلت: أَنَا لَا أَغضَب مِن الحَق، ولَكن كَيف تُثبت أَنَّ كَلَامك هو الحَق..؟!

* سَأَلَني: كَيفَ تَنتَقم مِن عدوّك؟، قُلت: إنَّني فِي هَذا البَاب، أتّبع نَصيحة الحَكيم الذي قَال: (أَنتَقِم مِن عدوّي بإصلَاح نَفسِي)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقَي سُؤال أَخير طَرحه أَحدُهم يَقول: مَا مِهنتك؟، قُلت: أَنَا صَاحب السَّبَع صَنَائع، والبَخت اللَّامِع، والحَظ السَّاطِع..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store