Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

ضربة أخرى للفساد

ضمير متكلم

A A
* في سنوات خَلَتْ وعندما يأتي الحديث عن «الفَسادَ المالي والإداري وهواميره»، كان المجتمع السعودي مقتنعاً بأنَّ لذلك سَقفٌ مُعين، وبأن هناك خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها بالنسبة للشخصيات التي يمكن أن تَمْتد لها أصابع الاتهامات، ومن بعدها التحقيقات!.

* ولكن جاء عهد (سلمان الحزم، وولي عهده الأمين محمد المجد) لِينسف تلك القناعات السلبية، وليفتح صفحة جديدة في إدارة ملف الفساد، وكان «السبت 4 نوفمبر 2017م» تحديداً يوماً فاصلاً في محاربة ذاك الداء الذي كان ينخر في مفاصل العديد من المؤسسات الخدمية في الدولة؛ ففي مسائه تحوَّلت عبارة (كائناً مَن كان) التي كُنَّا نعتقد بأن تطبيقها في ملاحقة المفسدين حُلم مستحيل المنال، إلى واقعٍ ملموس ومحسوس؛ إذ تمّ الإعلان صراحةً عن توقيف «أمراء ووزراء سابقين وبعض كبار الشخصيات القيادية» بِتُهَمٍ تتعلق بالفساد!.

* وتأكيداً على مواصلة (قيادتنا الحكيمة) لجهودها الكبيرة والجَادة في هذا الميدان؛ جاء «الأمر الملكي الكريم» القاضي بالموافقة على الترتيبات التنظيمية والهيكلية المتصلة بمكافحة الفساد المالي والإداري، وكان منها ضم هيئة الرقابة والتحقيق والمباحث الإدارية إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد؛ ليصبح الكيان الجديد تحت مسمى (هيئة الرقابة ومكافحة الفساد)؛ ليُمَثِّل ضربة استباقية للفاسدين!!.

* فتلك الخطوة -كما أكد «نخبة من الخبراء» في تقرير نشرته (صحيفة الرياض)- ستساهم في تعزيز الشفافية، وسيادة القانون، وتوحيد الجهود في هذا المضمار، وكذا اجتماع الخبرات، وحلّ الإشكالات السابقة كتداخل الصلاحيات وتكرار الأدوار؛ وكلّ ذلك ضمانٌ للقضاء على الفساد تتبعًا وتحقيقًا وملاحقة، مشيرين إلى أن العقوبات الصارمة في التنظيم الجديد من شأنها كبح جماح الفساد في الوظيفة العامة، وتفادي أي تعارض للمصالح معها، ومحاربة ظاهرة الغنى المفاجئ لدى العديد من الموظفين بشكل لا يتوازى مع دخلهم.

* أخيراً (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة») فيما سبق كانت تمارس أدوارَ غيرِها التنظيرية، فتارة تلبسُ رداء الوعظ، منافسةً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي، وأحياناً تُزاحم الجامعات ومراكز البحث بتنظيمها ومطاردتها للمؤتمرات والندوات والدراسات، وعَقْد الاتفاقات والشراكات؛ بينما كانت بعيدة تماماً عن أدوارها التنفيذية في ملاحقة الفساد؛ ولذا ما أرجوه من (هيئة الرقابة ومكافحة الفساد) في طورها الجديد أن تُركِّز على الرقابة والمتابعة الميدانية؛ فالوطن ينتظر منها الكثير في كشف الفساد الذي قد يُدار خلف الأبواب المغلقة؛ بعد أن مُنحتْ القوة والدعم والصلاحيات الواسعة!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store