Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

غازي القصيبي ونجاح الطلاب وأنا!!

A A
كتبت إلى الآن أكثر من ألف وستمائة مقال في صحف ومجلات مختلفة في مجالات منوعة معظمها في الشأن العلمي (قولوا ما شاء الله لا قوة إلا بالله) لم أذكر كلمة «أنا» في أي من مقالاتي إلا في هذا المقال الذي تتشابه فيه الرؤى إلى حد كبير بيني وبين معالي الدكتور الوزير والمربي الفاضل والسفير المحترم والمعلم الأب غازي القصيبي -رحمه الله- في قضية التعامل مع الطلاب الذين على وشك الرسوب وذلك في رصد النتيجة بعد الانتهاء من التصحيح حيث يقول: «أضيف ١٠% من درجة المادة إلى كل الذين يحتاجون هذه النسبة ليصلوا إلى الحد الأدنى المطلوب للنجاح وكنت أعطي الدرجات اللازمة لنجاح الطالب الذي يقف على شفا النجاح بسخاء»..

هذا التعامل الرفيق من معاليه رحمه الله مع طلابه هو ما كنت ولازلت أتعامل به مع طلابي وطالباتي ما عدا أنني أجعل الزيادة شاملة فعند زيادة خمس درجات أعممها على الجميع على الذي شفا الرسوب أو في أعلى «السطوح» أقصد الذي حقق امتياز فوق التسعين أو طلاب جيد جدًا أو جيد أو مقبول، المهم أنني أحرص على إنقاذ الطالب الذي على قرب من النجاح ولأنه كما قال معاليه كوجهة نظر أن الرسوب هو مؤشر فشل المدرس، طبعًا هذا الكلام لمعاليه كرأي ووجهة نظر وهو رأي لي ووجهة نظر كذلك إلا أنني اختلف معه في موضع إعطاء الدرجات بسخاء كي ينجح الراسب واحترم الرأي المخالف لرأيي ورأي معاليه ولأساتذة الجامعات في هذا الموضوع آراء متباينة بين التأييد أو الاعتراض، نذكر بعضًا من ذلك على النحو التالي:

* يرى البعض أن هذا الأسلوب لم يجعل حدًا لدرجة الرسوب إذ من الطبيعي أن يكون هناك راسبون.

* يرى آخرون أن هذا الأسلوب في التعامل مع الطلاب فيه لين ورحمة زائدتين عن الحد وبالتالي المستوى سيكون ضعيفًا.

* البعض يرى أن حقيقة فشل الأستاذ في توصيل المعلومة وسوء التعامل هما من كان سببًا في انخفاض درجة الطالب الذي لم يحصل على درجة النجاح.

* هناك رأي للطلاب إلى حد ما مقبول وهو أن الأستاذ معقد ويتعمد وضع أسئلة صعبة تستعصي الإجابة حتى عليه هو وبالتالي هو سبب الرسوب وليس مذاكرة الطالب واجتهاده.

* عدد كبير يرى أن السبب في فشل الطالب وعدم نجاحه إنما هو بسبب البعد بين الأستاذ والطالب حيث إنه ليس هناك ساعات مكتبية أو أوقات للمراجعة واتاحة الفرصة للأسئلة وبالتالي الأستاذ جزء من هذا الإخفاق.

* هناك من يرى هذا النوع من النتيجة هو تصحيح «مشي حالك».!

* آخرون يقولون أن تقييم الطالب الجامعي لا يكون من خلال اختبار وورقة إنما هو طالب حاضر جميع المحاضرات ومتفاعل وقد يكون جاءته ظروف خلال أيّام الاختبارات فتقديره على التفاعل يشفع له.

أي كانت الآراء واختلاف الرؤى يظل العدل في تقييم الطلاب هو المطلوب ووضع معايير لذلك وتصحيح الورقة دون النظر للأسماء كخطوة أولى ثم تكون الشفاعة أو لا تكون فان كانت الأولى (الشفاعة) فتحقيقًا للعدل أن يعمل كما هو معمول به في الجامعات العالمية «كيرف» لرفع مستوى الجميع بزيادة درجات موحدة للجميع فمن كان قريبًا من درجة النجاح ولو كان راسبًا سينجح ومن كان غير ذلك فسيظل في القاع لا منقذ له إلا أن يعطي أهمية أكثر لدراسته وتحصيله العلمي.. وفق الله جميع الأبناء والبنات للنجاح في دنياهم وأخراهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store