Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

من رحِم الفشل.. يُولَد الأمل

الحبر الأصفر

A A
لِكُلِّ إنسَانٍ تَجاربه مَع الفَشَل، وخبرَاته مَع النَّجَاح، ومِن حَقِّ كُلّ صَاحب تَجربَة؛ أَنْ يَكتُب مَا مَرَّ بِهِ مِن تَجَاربٍ وخِبرَات، ومُحَاوَلَات وعثرَات، عَلَى أَمَل أَنْ يَستَفيد مِنهَا الآخَرون، أَو -عَلَى الأَقَل- تَكون عَلَامَات استفهَام يَتنَاقشُون حَولهَا، ويَتجَادَلون فِيهَا وعَنهَا ولَهَا..!

قَبل فَترة، كَتبتُ ثَلاث نَواصِ، أَزعُم أَنَّها تَمتلك جَانِباً مِن الأَهميَّة، والتَّفكير الرَّشيد.. تَقول النَّاصية الأُولَى: (يَعتَقد كَثيرٌ مِن النَّاس، أَنَّ النَّجَاح والفَشَل شَيئَان مُتعَارَضَان، ولَكن الحَقيقَة التي أَدركتُها، -بَعد كُلّ هَذه السّنين-، أَنَّهمَا مُكمِّلَان لبَعضهمَا، وإذَا كَان الفَشَل هو المُبتَدَأ، فإنَّ النَّجَاح هو الخَبَر، وأَنتُم تَعلَمُون أَنَّ الجُملة الاسميَّة المُفيدَة لَا تَتحقَّق؛ إلَّا بوجُود المُبتَدَأ والخَبَر).. هَذه كَانَت النَّاصية الأُولَى..!

أمَّا النَّاصية الثَّانية فتَقول: (خضتُ الكَثير مِن المَعَارك مِن أَجل النَّجَاح، ومَرَرتُ بعَقبَات، إنْ لَم تَكُن فَشَلاً فهِي تُشبهه، وبَعد كُلّ هَذه المَعَارِك أَقول، وأَنَا مرتَاح الضَّمير: بأنَّ النَّجَاح لَه أَسَاس ومفتَاح، أَمَّا الأَسَاس فهو الفَشَل، وإذَا سَألتُم عَن المُفتَاح، فهو الصَّبر).. وهَكَذَا كَانَت النَّاصية الثَّانية..!

أَمَّا النَّاصيَة الثَّالِثَة فتَقول: (لَم تَستَقرّ حيَاتي، ولَم تَهدَأ نَفسِي، ولَم أَتصَالَح مَع ذَاتِي، إلَّا حِين أَدركتُ -بشَكلٍ جَازِم- أَنَّ التَّحديَّات التي تُواجهني، وتَجَارب الفَشل التي تَعتَرضني، مَا هِي إلَّا فُرصٌ بُرتُقَاليَّة أَتعلَّم مِنهَا. لقَد اكتَشفتُ أَنَّ الاختلَافَات بَين الأَشيَاء، والآرَاء والأذوَاق، هِي مَزَايَا مُثمِرَة ومُفيدَة، وأَنَّ الأَخطَاء فَضَاءَات جيِّدَة لاكتسَاب المَعرفَة)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: هَذه وَصفَة، -أَو كَمَا يَقول إخوَاننَا المِصريين «رُوشتّة»-، تَصف بَعض مَعَالِم النَّجَاح، قَد تَتَّفقُون مَعهَا، وقَد تَختَلِفُون، وهَذا مِن حَقّكم، ولَكن لَيس مِن حَقّكم، -مِن كُلِّ الوجُوه-، مُصَادرة حقِّي فِي وَصف تَجربتي، حِينَ أَردتُ الوصُول إلَى النَّجَاح..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store