Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

هيئة أمم بدون دور فاعل!

A A
يشكو الأمين العام للأمم المتحدة (غوتريش) من أكبر عجز واجهته الأمانة خلال عشر سنوات، وأن ذلك العجز شكَّل خطراً على أداء الأمانة وأقسامها المتعددة، إضافةً إلى عدم تمكينها من دفع رواتب الموظفين مستقبلاً، ومعروف أن ميزانية الأمم تبلغ 4.5 مليار دولار، تدفع الولايات المتحدة وحدها 22% من المبلغ الإجمالي، ويبدو أن أكثر الدول وجدت أنها تنفق على هيئة فاقدة الفاعلية، وعلى رأس تلك الدول التي لم توفِ بتعهداتها، كما قال الأمين العام، الولايات المتحدة، التي وصف رئيسها (ترمب) الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها «نادٍ لتمضية الوقت»، وشكا من أن الحصة التي تدفعها بلاده لميزانية الأمم غير عادلة، وكانت من قبله قد دعت وزيرة الخارجية الأسبق (كونداليزا رايس) إلى ضرورة إصلاح الأمم المتحدة، لتصبح أكثر فاعلية في الشؤون الدولية.

والحقيقة إن الجمعية قد أثبتت فشلها، وبرهنت على أنها عاجزة عن الحلول، وأنها مجرد متفرج على ما يشهده العالم من صراعات وتدخلات وانتهاكات للقانون وللشرعية الدولية، واختارت جانب توثيق الصراعات، ولم تقم بقمع أعمال العدوان وغيره من وجوه الاحتلال بالسلم ، كما هو مطلوب في ميثاقها، وأصبح تأثير الأقطاب الثلاثة، «الولايات المتحدة وروسيا والصين» أقوى من تأثير الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، وذلك لتمتُّع تلك الدول بحق (الفيتو) في مجلس الأمم.

في عام 2005 أصدر ستة وزراء خارجية من دول العالم نداءً طالبوا فيه بضرورة إعادة تشكيل لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وأبدوا رغبة في إطلاق بند جديد تحت مُسمَّى (مبدأ مسؤولية الحماية) يُخوِّل الأمم المتحدة من التدخُّل في البلدان التي تتعرَّض شعوبها لأخطار جسيمة تُهدِّد حياتهم بسبب عدم قدرة حكوماتهم، أو عدم رغبة حكوماتهم في حمايتهم، لكن ذلك ذهب أدراج الرياح.

وكانت المملكة من بين الدول التي كان لها ملاحظات على أداء الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخصوصاً مجلس الأمن، ففي عام 2013 رفضت قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن، وذلك بعد أن لمست عجز المجتمع الدولي في إنهاء الحروب الدائرة في المنطقة، والازدواجية في المعايير لدى التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، وطالبت بإصلاحات في مجلس الأمن الذي فشل في تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ووقف الانتشار النووي في المنطقة مما يُعد دليلاً ساطعاً وبرهاناً واقعاً على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته، وتحمل مسؤولياته.

ولا داعي لأن نستعرض القرارات التي صدرت ولم يتم تنفيذها لكثرتها، والتي تخص فلسطين وسوريا واليمن وليبيا والصحراء الغربية، بعضها من عشرات السنين، هذا هو نتاج الجمعية، بلا حصاد، فهل تستحق أن تطالب بدفع المستحقات؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store