Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

النظام الإيراني يرتكب الجرائم والمرشد يبرر!

A A
أحداث دراماتيكية يمر بها البلدان الجاران العراق وإيران، ولا يعرف كيف ستكون نتيجة الغليان الشعبي الذي يمران به منذ مقتل قائد فيلق القدس (قاسم سليماني) على يد القوات الأمريكية قبل أسبوعين، فالعراقيون على المستويين الرسمي والشعبي أبدوا امتعاضًا لما حدث داخل بلادهم من خروقات وتحويلها إلى ساحة صراع بين إيران والولايات المتحدة، فعلى المستوى الرسمي وجه العراق رسالة إلى مجلس الأمن يشكو فيها إيران قصفها الأراضي العراقية بحجة الدفاع عن النفس، وانتهاك مبادئ حسن الجوار، وشجب إقحام البلاد في صراعات إقليمية أو دولية.

أما على المستوى الشعبي فقد تفاعل المتظاهرون العراقيون مع خطبة المرجع الشيعي الأعلى في العراق (علي السيستاني) الذي ندد بالهجمات الأخيرة التي استهدفت الأراضي العراقية خلال تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، وأن يكون العراق سيد نفسه يحكمه أبناؤه، ولا دور للغرباء في قراراته.

أما في إيران، فيبدو أن الوضع في ظل حكم (ولاية الفقيه) يسير من سيء إلى أسوأ، حيث اتسم المتظاهرون هذه المرة بالجرأة، يقود تلك التظاهرات طلاب الجامعات، خاصة بعد إسقاط الحرس الثوري للطائرة الأوكرانية، وطلاب (جامعة بهشتي) خرجوا علنًا هاتفين (سليماني قاتل ومرشده قاتل) و(عقود من الإجرام والموت لولاية الفقيه) و(النظام يرتكب الجرائم والمرشد يبرر) مما يعني بأن الكيل قد طفح، والأمور ذهبت إلى منحى خطر ينذر بقيام حرب يدفع الشعب الإيراني ثمنه.

الأمريكيون تغدوا بـ(سليماني) قبل أن يتعشى بهم، بعد أن وجه (سليماني) رسالة تهديد إلى الرئيس الأمريكي ترامب قال فيها: (أنا وقوات القدس كفيلان بك)، فتكفلت به طائرة (درون) أنهت حياته، واغتالت طموحاته، وقضت على مخططاته، فأوكلت بعد ذلك ابنته (زينب) مهمة تصفية الرئيس ترامب إلى كل من نصر الله وهنية والحوثي ونخالة والأسد والعامري، بعد أن ظهرت وهي تحمل سلاحًا خلال صلاة الجمعة في مدينة (كرمان) ومهددة الولايات المتحدة بيوم مظلم، ويبدو أن (زينب) كانت واثقة من أن رؤوس النظام في بلدها لن يقدموا على تنفيذ مثل هذه المهمة الصعبة، خوفًا من الانتقام، فلازالوا يذكرون جيدًا المصير الذي آل إليه (بن لادن، صدام حسين، البغدادي، وبن لادن الابن).

هذا سؤال يفرض نفسه وسط ردود الفعل التي أعقبت مقتل (سليماني) وهو: هل سيتحرر العراق من القيد الذي كان عليه فترة وجود (سليماني)، ويأخذ بنصيحة (السيستاني) ليحكم العراق نفسه بنفسه؟

الظروف مهيئة لذلك، الشعب العراقي لا يريد أن تهيمن إيران على مقاليد الحكم فيه، والأجواء لم تعد صافية كما كانت بين الجارين، خصوصًا بعد الشكوى التي تقدم بها العراق ضد إيران في مجلس الأمن، وتنديده بالهجوم الذي شنته على القواعد الأمريكية مؤخرًا، واستدعاء سفير إيران لدى العراق وإبلاغه بالاحتجاج.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store