Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

«كورونا» جديد

A A
تسيطر الصين خلال السنوات الأخيرة على معظم اهتمامات العالم، وخصوصًا في الجانب الاقتصادي من خلال حربها التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي بدأت قبل عامين تقريباً حيث أعلن الرئيس الأمريكي عن فرض رسوم جمركية تبلغ 50 مليار دولار أمريكي على السلع الصينية وكرد انتقامي قامت الحكومة الصينية بفرض رسوم جمركية على أكثر من 128 منتجًا أمريكيًا، حتى تم توقيع الرئيس الأمريكي منتصف هذا الشهر اتفاقاً تجارياً يمهد لإنهاء الحرب التجارية بين البلدين إلا أنه من المتوقع أن لا يمنع ذلك الاتفاق استمرار (الحرب الباردة) بين الطرفين.

مؤخراً عادت الصين مرة أخرى إلى الواجهة ولكن هذه المرة ليس من بوابة التجارة بل من بوابة الصحة حيث أعلنت السلطات الصينية ظهور سلالة جديدة من الفيروس التاجي (كورونا) مما زاد المخاوف من تأثر الاقتصاد وأصيبت أسواق العالم بالهلع فتضررت الأسهم الصينية والسياحة في حين قفزت أرباح شركات المنتجات الوقائية وتصاعد الإقبال على الملاذات الآمنة وارتفعت تكلفة التأمين على ديون الصين كما أكدت ثلاث دول هي اليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند وجود حالات إصابة بالفعل، كما أوردت وسائل إعلام صينية أن 291 شخصًا أصيبوا بالفيروس الجديد منذ يوم الاثنين الماضي.

بدأ القلق يدب في بعض دول العالم كالولايات المتحدة وغيرها من انتشار الفيروس فبادرت باتخاذ التدابير الوقائية للتأكد من عدم وصول الفيروس إليها، وأعلنت كوريا الشمالية عزمها إغلاق حدودها أمام السياح كإجراء وقائي، فيما قامت دول أخرى بتطبيق إجراءات خاصة حيال تفشي عدوى ذلك الفيروس والذي يعد من الفيروسات الجديدة ضمن مجموعة فيروسات الكورونا ويذكر بأن أول ظهور له كان في جنوب الصين، وقد قامت بعض الدول بالاعتماد على تطبيق إجراءات خاصة بالرحلات القادمة بشكل مباشر من دولة الصين وبعض الدول الأخرى التي ظهر فيها الفيروس.

منظمة الصحة العالمية عقدت بالأمس اجتماعاً طارئاً لتقدير مدى الخطر العالمي، في حين نشرت بعض وسائل الإعلام بأن الأطباء يؤكدون بأن انتقال المرض قد يكون من ملامسة الحيوانات أو من إنسان إلى إنسان عند ملامسة إفرازات الشخص المصاب، وتكون أعراض المرض أشبه بنزلات البرد وسعال ويمكن علاجه عن طريق أدوية تخفيف آلام الحمى والالتهاب كما يمكن الوقاية منه عبر غسل اليدين بإستمرار بالماء والصابون وتجنب التواصل مع المصابين.

لدينا العديد من التجارب خلال السنوات السابقة في التصدي للفيروسات كما أن هناك مركزًا متخصصًا للقيادة والتحكم تحت إشراف وزارة الصحة يتضمن الترصد لأي تهديدات صحية محتملة ومراقبة جاهزية القطاعات الصحية وفيه خبراء محليين وعالميين وعلى اتصال دائم بالمنظمات الدولية للإستجابة السريعة واصدار خطة لمواجهة أي كوارث صحية لا سمح الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store