Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الصداقة بين الأمم والشعوب

A A
من أعظم القيم التي حث عليها ديننا الحنيف هي قيم التسامح والسلام والعيش مع الآخر وتقبله بل والصداقة معه، والاختلاط مع الشعوب والتعايش معهم كان من وسائل نشر الدين الإسلامي وهذا ما يؤكده التاريخ الذي حاول البعض تشويهه عبر إلصاق تهم العنف والإرهاب والتطرف والكراهية بالدين الإسلامي، ولذلك أصبح من الضروري أن يبادر المجتمع الدولي إلى دعم المبادرات الهادفة إلى نشر التعاون والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة وتعزيز الاحترام المتبادل بينهم.

بدعوة من الجامعة الكاثوليكية الإيطالية ألقى مؤخراً معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس مجلس هيئة العلماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى محاضرة عن الصداقة والأخوة بين الأمم والشعوب مستعرضاً نماذج من ذلك تمثلت في العلاقة الإيجابية بين العالم الإسلامي والعالم المسيحي، وقد أكد معاليه في تلك المحاضرة أن الأخوة والصداقة تعني المحبة والضمير الصادق والثقة المتبادلة وبالتالي سهولة الحوار والتفاهم والعمل سوياً على المشتركات التي نتفق من خلالها على قيمنا الإنسانية التي رسختها الشرائع السماوية.

كما تم خلال تلك المحاضرة الكشف عن قيام رابطة العالم الإسلامي بمبادرة عالمية تحمل عنوان (تعزيز الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب.. من أجل عالم أكثر تفاهماً وسلاماً.. ومجتمعات أكثر وئاماً واندماجاً)، كما تم الإشارة إلى أن هناك علاقة قوية بين العالم الإسلامي والعالم المسيحي وهناك صداقة، فالبابا فرانسيس كانت له مواقف عادلة مع الإسلام والمسلمين وقد صرح بها أكثر من مرة، ويقدر المسلمون تلك التصريحات كما يقدرون تلك الصداقة، كما أكد معاليه بأنه قد تم عقد مؤتمر عالمي في مكة المكرمة جمع عموم المفتين من علماء المسلمين وحضره أكثر من ألف ومائتي مُفتٍ وعالم من جميع الطوائف الإسلامية تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي وأعرب عدد منهم عن تقديرهم لتصريحات البابا حول الإسلام والمسلمين وخصوصاً في أعقاب الأعمال الإرهابية التي قام بها بعض المجرمين المحسوبين زوراً وبهتاناً على الإسلام.

قبل عامين زار وفد المجلس البابوي للحوار بين الأديان المملكة العربية السعودية والتقى بخادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) وتم خلال تلك الزيارة توقيع مذكرة تعاون بين رابطة العالم الإسلامي والمجلس البابوي للحوار بمدينة الرياض، ومؤخراً وقع معالي رئيس رابطة العالم الإسلامي مع معالي مدير الجامعة الكاثوليكية اتفاقية للتعاون والشراكة بين الجامعة والرابطة بهدف تطوير وتحسين برامج اللغة العربية ونشاطات البحوث الثقافية العربية والإسلامية، وكل ذلك يؤكد بأن توجه الشعوب الإسلامية اليوم والذين تمثلهم رابطة العالم الإسلامي هو توجُّه للأخذ بزمام الأمور للمبادرة للحوار المفضي للمحافظة على القيم الإنسانية والسلام والوئام بين الجميع وأن تعمل على نشر الحكمة والرفق مع المخالفين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store