Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

النجاح ليس في أيام الرخاء

شذرات

A A
بعض الرؤساء هم من يضعون خططهم وإستراتيجياتهم على أساس أيام الرخاء، والنجاح الحقيقي في عالم الإدارة هو النجاح في وقت الشدة حيث نقص الموارد المالية والركود الاقتصادي وانخفاض أداء العاملين، وهذه القضايا ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة المنال في نفس الوقت إذا ووجهت بفريق يؤمن بالعمل الجماعي الذي يرغب في انتشال شركته أو مؤسسته من نوائب الزمان، ما كان محلياً أو إقليمياً أو دولياً. إذاً لا بد من إدارة حازمة ولاؤها للمؤسسة التي ينتمون إليها وليس لبعض الأفراد فيها مهما علا شأنهم، ولكن قبل هذا العمل لابد من التفكير الجدي في السؤال: ألا يعلم الرؤساء التنفيذيون على سبيل المثال بأن للدهر نوائب ودورات اقتصادية وظروفاً سياسية متقلبة؟، لماذا لا يتعلمون من نماذج من شركات محلية وعالمية أوشك العديد منها على الإفلاس؟، ولماذا لا نتعلم من بعض النماذج الناجحة التي كانت قادرة على تجاوز أسوأ الاحتمالات ومازالت تحقق أرباحاً؟.

هناك بديهيات في الإدارة التي يلزمنا أن ندركها جيداً وهو السؤال: هل من أخفق في أيام الرخاء يستطيع النهوض بالمؤسسة في وقت الشدة؟، وهل يرضى عاقل البقاء عضواً أو رئيساً تنفيذياً في شركة أو مؤسسة يراها بأم عينيه تتهاوى منذ سنوات؟.

مرة أخرى.. النجاح ليس في أيام الرخاء وإنما النقيض تماماً ومن النصائح التي يلزمنا الأخذ بها هي أن الإدارة في الظروف الصعبة تعني في معظم الأحيان الابتعاد عن المراهنات وهذا الأمر يتطلب قدراً من التفكير مع الاهتمام الفائق بالتفاصيل.

هناك مؤشرات عديدة لنجاح أو فشل الرئيس التنفيذي، على سبيل المثال، ففي الزمانات أنفق أحدهم في هيوستن على تجديد مكتبه ما يربو عن مليون دولار، وآخر لا يحرص إلا على النفع المادي الذي يعود عليه، وآخر يستغل موقعه في الشركة لتحقيق منافع شخصية تعود عليه أو على معارفه بالنفع، فهل من كانت هذه أو غيرها من سماتهم مؤهلون لقيادة السفينة وإنقاذها من الغرق؟..

(وللحديث بقية).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store