Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

يوميات سعيدة.. تنبش مفاهيم جديدة!

الحبر الأصفر

A A
السَّعَادَة وَسيلَة، أَم غَايَة، أَم كِلَاهُمَا؟.. لَا تَزعُم هَذه اليَوميَّات أنَّها تَستَطيع الإجَابَة بسهُولَةٍ؛ عَن مِثل هَذا السُّؤَال الصَّعب.. لَكن لَعلَّنا نَجد فِي ثَنَايَا التَّعريفَات؛ بَعض مَا يُقرّبنَا مِن أَكثَر الإجَابَات وَجَاهَة:

(الأحد): الحَديثُ إلَى النَّفس بالسَّعَادَة -مَع مرُور الوَقت- يَتحوَّل إلَى سَعَادَة، حَيثُ أَرشدنَا عَالِم تَطوير الذَّات الدّكتور «إبراهيم الفقي» –رَحمه الله- إلَى طَريقَةٍ فَعَّالة، نَخدع بِهَا العَقل البَاطِن، حِينَ قَال: (احتَفظ بابتسَامَةٍ جَذَّابة عَلَى وَجهك، حَتَّى إذَا لَم تَكُن تَشعُر؛ أنَّكَ تُريد أَنْ تَبتَسم، فتَظَاهَر بالابتسَامَة، حَيثُ إنَّ العَقل البَاطِن لَا يَستَطيع أَنْ يُفرِّق بَين الشَّيء الحَقيقي، والشَّيء غَير الحَقيقي، ولِذَلك مِن الأَفضَل أَنْ تُقرِّر أَنْ تَبتَسم باستمرَار)..!

(الاثنين): لنتخلَّص مِن القَلَق إذَا وَاجهتنَا مُشكِلَة، ونَحصُل عَلَى السَّعَادَة، عَلينَا أَنْ نُطبِّق مَا جَاءَ فِي كِتَاب: «دَع القَلَق وابدَأ الحيَاة»، للعَالِم الكَبير «ديل كارنيجي»، حَيثُ قَال: (إذَا كَانَت لَديكَ مُشكِلَة تَبعَث عَلَى القَلَق، فطبّق وَصفَة «ويليس كاريير» السّحريَّة، وهِي أَنْ تَسأَل نَفسك أوَّلاً: مَا هو أَسوَأ مَا يُمكن أَنْ يَحدُث لِي؟، وأَنْ تُهيِّئ نَفسك ثَانياً لأَسوَأ الاحتمَالَات، وأَنْ تَبدَأ ثَالِثاً فِي إنقَاذِ مَا يُمكن إنقَاذه)..!

(الثلاثاء): قَلقنَا الدَّائِم حَول مَا لَا نَملُك، هو مِن أَكبَر مَصَادر التَّعَاسَة فِي نفُوسِنَا، ولَيتنَا نَنتَبه لهَذه النُّقطَة التي ذَكرهَا الفَيلسوف «كين كيز»، حَيثُ يَقول: (دَائمًا هُنَاك مَا يَكفي لسَعادتنَا، إذَا كُنَّا نَستَمتع بِمَا نَملُك، ولَا نَقلَق بشَأن مَا لَا نَملُك)..!

(الأربعاء): لَا يَعتَقدُ المَرءُ؛ أَنَّ السَّعَادَة تَكمُن فِي حيَاةٍ مِثَاليَّة، لَا مَشَاكِل فِيهَا، لأنَّ هَذا أَمرٌ مُستَحيل، فحيَاة بَني آدَم؛ لَابُدَّ أَنْ تُنغِّص عَليهَا -بَين فَترةٍ وأُخرَى- بَعض المَشَاكِل، لِذَا يَرَى أَحَد الحُكمَاء أَنَّ المَشَاكِل -فِي حَدِّ ذَاتهَا- مِن بَوَاعِث السَّعَادَة، إذَا كَانَت فِي نِطَاق السَّيطَرَة، حَيثُ يَقول: (السَّعَادَة لَيسَت فِي غيَاب المَشَاكِل، بَل فِي القُدرَة عَلَى التَّعَامُل مَعهَا )..!

(الخميس): إسدَاء المَعرُوف للنَّاس؛ مِن أَسبَاب السَّعَادَة.. وطَلَب الحَاجَة مِن النَّاس مِن أَسبَاب الهمُوم.. وهَذه فَلسَفة عَميقَة صَاغهَا الفَيلسوف «أرسطو» بعِنَايَة، حَيثُ قَال: (الرَّجُل المِثَالي؛ يَستَمدُ السَّعَادَة مِن إسدَاء المَعروف للآخَرين، ولَكنَّه يَشعُر بالخزي، حِينَ يُسدي إليهِ الآخَرون مَعروفاً، فإنَّ مِن دَلَائِل رِفعة الشَّأن، أَنْ يُؤدِّي المَرء صَنيعًا، ومِن دَلَائل ضَعف الشَّأن؛ أَنْ يَتلقَّى المَرء صَنيعًا)..!

(الجمعة): السَّعَادَة أَحيَاناً تَأخذ طَابع الزُّهد بِهَا، والحَذَر مِنهَا، ومَع أَنَّني لَا أُؤيِّد هَذا الرَّأي، ولَكن مِن بَابِ الأَمَانَة العِلميَّة؛ أَذكُر رَأي الأَديب «مصطفَى لطفِي المنفلوطي»، الذي يَقول فِيهِ: (أَسعَد النَّاس فِي هَذه الحيَاة، مَن إذَا وَافَته النِّعمَة تَنكَّر لَهَا، ونَظَر إليهَا نَظرة المُستَريب بِهَا، وتَرقّب فِي كُلِّ سَاعَة زَوَالَها وفَنَاءَها، فإنْ بَقيَت فِي يَدهِ، فذَاك، وإلَّا فقَد أَعدَّ لفِرَاقهَا عِدَّته مِن قَبْل)..!

(السبت): السَّعَادَة قَبْل أَنْ تَكون حَالَة، هِي أَمَل نَحلم بِهِ، وإذَا حَلمنَا بِهِ تَحقَّق، وفِي ذَلك يَقول الدّكتور «إبراهيم الفقي»: (تَذكَّر دَائِماً أَنَّ الشِّتَاء هو بِدَاية الصّيف، والظَّلام هو بِدَاية النَّهَار، والأَمَل هو بِدَاية كُلّ شَيءٍ فِي الدُّنيَا، بِمَا فِيهَا السَّعَادَة)..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store