Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

لبنان.. حكومة وفق نظام المحاصصة!

A A
بعد أشهر عدة من استقالة حكومة الرئيس الحريري في لبنان توصل اللبنانيون إلى النجاح في تشكيل حكومة جديدة برئاسة (حسان دياب) قدمها على أنها حكومة إصلاحية تسعى إلى محاربة الفساد، وتحقق مطالب الانتفاضة الشعبية، وولدت هذه الحكومة التي يعلق عليها اللبنانيون (حكومة اللون الواحد) من ٢٠ وزيرًا بدلا من ١٨ كما كان يرغب رئيس الحكومة، وبكثير من التنازلات التي لم يكن يرغب فيها، مع تناقض في مكوناتها.

ولم يكن هناك أي جديد يلبي متطلبات الشارع اللبناني، فالأحزاب هي التي اختارت الوزراء الجدد، ورشحت أسماءهم وفقًا لنظام المحاصصة الطائفية المتبع عادة في لبنان، ومع أنها تبدو في ظاهرها حكومة تكنوقراط، إلا أنها في حقيقتها تتبع التيارات المنضوية تحت (٨ آذار) أي حكومة فصيل واحد (حزب الله وحركة أمل) -حيث إن (السنة) قاطعوا الحكومة- توجهها هذه القوى لتصفية الحسابات بغية تعويض الخسائر التي تكبدوها سياسيًا وشعبيًا، وترتيب توازنات الحكم بعد ما قدموا تنازلات عديدة في مسار تأليف الحكومة.

إلا أن الحكومة الجديدة لم تلق قبولا من الشارع اللبناني، لعلمه بأن تشكيلها تم من قبل تكتل (لبنان القوي) النيابي برئاسة رئيس التيار الوطني الحر (جبران باسيل)، وبمباركة من حزب الله، حيث رفضها المتظاهرون، وواصلوا زحفهم إلى الشوارع الرئيسية في جميع مدن لبنان، واشتبكوا مع قوات الأمن، معلنين بأن تشكيل الحكومة التف على مطالبهم التي تتضمن رحيل الطبقة السياسية الحاكمة ممثلة في رئيس الجمهورية (ميشال عون)، ورئيس مجلس النواب (نبيه بري)، وتشكيل حكومة اختصاصيين تكون بعيدة تمامًا عن الطبقة السياسية الحالية، كما أن بعض النواب اعترضوا على تشكيل هذه الحكومة، لأنها لم تكن حكومة إنقاذ، بل حكومة مواجهة، وليس فيها أي موقع للحراك كما وعدوهم.

ولقد واجهت هذه الحكومة الكثير من السخرية، خصوصًا في الداخل، فقد سخروا من إيلاء حقيبتي الثقافة والزراعة لوزير واحد، متسائلين عن القاسم المشترك الذي يجمع بين الوزارتين، وآخرون سخروا من تعيين (زينة عكر) وزيرة للدفاع، ونائبة لرئيس الوزراء، وهي متخصصة في عالم الإدارة والبحث، وخريجة الجامعة الأمريكية بشهادة بكالوريوس في الإدارة والتسويق، ويرون بأن وجود ست وزيرات نوع من الاستهتار، وعدم الجدية في تشكيل حكومي ينهض بلبنان من كبوته الاقتصادية، بينما يرى آخرون بأن الحكومة لن تحقق إنجازات سريعة، ولن تنجح في إقناع الدول المانحة على تقديم الدعم المالي العاجل الذي يحتاجه الاقتصاد اللبناني.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store