أَصبَحت أَبوَاب الإبدَاع مَفتُوحَة عَلَى بَعضهَا، مِثل حُجرَات المَنزِل الوَاحِد، لِذَلِك تَحوَّل صَاحِب هَذه الحرُوف -بقُدرةِ قَادِر- إلَى قاصٍّ، بَعد أَنْ كَان كَاتِبًا خَائِبًا، وسَلك طَريق القصَص، وحَتَى أُشركَكُم فِي مَأسَاتِي، دَعوني أَنقِل لَكُم بَعض مَا كَتَبْتُ مِن القصَص والأقصُوصَات..!
* سَألَني صَديقي: كَيفَ تُعدِّل عِبَارة: (لَا صَوت يَعلو فَوق صَوت المَعرَكَة)؟.. قُلت: لَن أُعدِّل فِيهَا شَيئاً، لأنَّ هُنَاك مَن عَدَّلها قَبلي، وهو الأَديب «محمد مستجاب»، حِينَ قَال: (لَا صَوت يَعلو فَوق أَي سَوط)..!
* ثُمَّ سَأَلَنِي مَرةً أُخرَى: مَا الكِتَاب الذي يُلازمك؟.. قُلت: كِتَاب «ثَمرَات الأَورَاق» لـ»ابن حجة الحموي»، لأنَّ أَورَاقه مُثمِرَة..!
* ثُمَّ سَأَلَنِي مَرَةً ثَالِثَة: هَل مَات «جُحَا»؟.. قُلت: «جُحَا» لَا يَمُوت، لأنَّ كُلّ عَربي؛ إمَّا أَنْ يَكون جُحَا، أَو مُحِبًّا لجُحَا، أَو كَارِهًا لجُحَا..!
* سَأَلَنِي: لِمَاذَا تُحبّ المزَاح؟.. قُلت: لأنَّ أَحَد الحُكمَاء يَقول: (إنَّ النَّاس فِي «سِجنٍ» مَا لَم يَتمَازَحوا)..!
* سَأَلَنِي: مَاذا يُوجعك؟.. قُلت: يُوجعني أَنَّ الإنسَان الرَّقَم والعَدَد، أَلغَى الإنسَان الرّوح والجَسَد..!
* سَأَلَنِي: مَا هِي سيَاستك فِي أَكْل الطَّعَام؟.. قُلت: أَستَخدم سيَاسة الجُوع؛ الذي يُؤدِّي إلَى الصِّحَة..!
* سَأَلَنِي: هَل تُحبّ المَرأَة العَامِلَة؟.. قُلت: لَا، لأنَّ أُستَاذي الأَديب «أنيس منصور» -رَحمه الله- حَذَّرني مِنهَا قَائِلاً: (المَرأَة العَامِلَة أُنثَى أَحيَانًا، ورَجُل مُعظم الوَقت)..!
* سَأَلَنِي: مَا الذي أَعجبك فِي كَلام «فولتير»؟.. قُلت: أَعجبَتني إجَابَته حِينَ سُئل: مَن سيَقود الجِنس البَشري؟.. حَيثُ قَال: (سيَقوده الذين يَعرفون كَيف يَقرَؤون)..!.
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: سَألتُ صَديقي: مَا هو الدُّعَاء الذي تُردِّده كُلّ صَبَاح؟.. فقَال: أُردِّد دُعَاءً أَقول فِيهِ: (اللهمَّ احمِنِي مِن زَوجَتي، أَمَّا الشَّيطَان فأَنَا كَفيلٌ بِهِ)..!!.