Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

وسام السعادة .. ليس مجرد قلادة!

الحبر الأصفر

A A
تَزدَحمُ أَيَّام السَّنَة بالمُنَاسبَات، وتَكتَظُّ بالفَعَاليَّات التي لَا حَصْر لَهَا، فهُنَاك اليَوم العَالَمي للشَّجرَة، ويَوم المرُور، ويَوم المُعلِّم، ويَوم الأُم.. إلَى آخِر هَذه اليَوميَّات، لَكن مَاذَا عَن السَّعَادَة، لِمَاذَا لَم يُخصَّص لَهَا أَحَد الأيَّام..؟!

هَذَا اقترَاحٌ مَفتُوح للأُمَم المُتّحدَة، التي دَأبَت عَلَى إقرَار مِثل هَذه اليَوميَّات العَالميَّة، وحَتَّى ذَلك الحِين، ستُواصِل هَذه الزَّاويَة التَّذكير بالسَّعَادَة..!

هَل مَفهوم السَّعَادَة عِندَ المَرأَة؛ يَختَلف عَن مَفهومهَا عِندَ الرَّجُل؟، بمَعنَى أَنَّ التَّمييز مَوجود بَين الجِنسَيْن حَتَّى فِي السَّعَادَة؟، لَا أَظنُّ ذَلِك، لَكن هُنَاك مَن يَظنّه، فبَعض الأَمثَال تَقول: (عَلَامَات السَّعادة المَنزليَّة، حُبّ المَرأَة لبَيتهَا)..!

والسَّعَادَة لَيسَت فَقَط شعُوراً نَفسيًّا، بَل هِي مَظهَر خَارجي، تَكسو الوَجه أَنَاقَةً وجَمَالاً، وزِينةً وكَمَالاً، وفِي ذَلِك يَقول الأَديب «إميل زولا»: (السَّعَادَة تُغطِّي البَشَاعَة، وتُجمِّل الجَمَال)..!

هُنَاك مَن يَقول: إنَّ السَّعَادَة حَالَة، وهُنَاك مَن يَرى أَنَّها شعُور، وهُنَاك مَن يَظن أنَّها فِكرَة، وجِنسٌ رَابِع يُؤمن أنَّها نِعمَة، لَكن الأَديب «روبرت بنزن»؛ فَاجأنَا حِينَ قَال: (السَّعَادَة كَلِمَة)..!

وكَاتِب هَذه السطُور يَرَى؛ أَنَّ الإنسَان عِبَارَة عَمَّا يَعتَقد، فإذَا اعتَقد الخَير حَصلَ لَه، وإذَا اعتَقد غَير ذَلك نَالَه أَيضاً.. وهَذه النَّظريَّة تَنطَبق عَلَى السَّعَادَة، حَيثُ قَال أَحَد الفَلَاسِفَة: (مَن يَحسب نَفسه سَعيداً، فهو سَعيد).

وقَد تَنَاولنَا أَكثَر مِن مَرَّة؛ سُؤالاً عَريضاً يَقول: هَل خُلِقنَا للسَّعَادَة أَم لَا؟.. تَكرَّر هَذا السُّؤَال، وكُلَّما تَكرَّر، جَاءَتنَا إجَابَة مُختلفَة مِن فَيلسوف مُختَلف، واليَوم نَحنُ فِي حَضرة الفَيلسوف «الفرد سورثو» الذي يَقول: (إنَّما خُلقنا جَميعاً لنَكون سُعدَاء).

ورَغم هَذا الفَيض مِن التَّمَاهِي؛ فِي مَفهوم السَّعَادَة عِنَد بَعض الفَلَاسِفَة، وأَنَّها خُلِقَت لَنَا، وخُلِقنَا لَهَا، إلَّا أَنَّ هُنَاك مَن يُخالِف ذَلِك، حَيثُ صَدمنَا الفَيلسوف «صمويل جونسون» حِينَ قَال: (لَم يُخلَق الإنسَان للسَّعاَدَة)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: إِنَّ أَسعَد النَّاس فِي نَظري؛ مَن كَانَت السَّعَادَة لَه عَادَة، لأنَّ العَادَة تُلَازِم الإنسَان طُوَال حيَاته، ولَعلَّ الفَيلسوف «توماس فولر» يُؤكِّد هَذه النَّظريَّة، ويدعم هَذا الاتّجَاه، حِينَ يَقول: (السَّعَادَة عَادَة نُحَاول أَنْ نُنمِّيهَا).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store