Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

القول الوفير عن حركات التأثير!

الحبر الأصفر

A A
التَّأثير فِي النَّاس غَايَةٌ نَبيلَة، ولَكن بَعض الأَسَالِيب الخَاطِئَة؛ قَد تُنفِّرهم مِن رِسَالَتِكَ ومُحتوَاك، ودَائِمًا مَا تَأتيني بَعض الاستفسَارَات؛ عَن أَسَاليب التَّأثير فِي المُشَاهدين والمُتَابعين، وسأَعرض فِي هَذا المَقَال، بَعضاً مِن الأَسَاليب النَّاجِحَة لصنَاعة مُحتوَى مُؤثِّر..

لقَد صِغتُ نَاصيةً –مُؤخَّرًا- أَقول فِيهَا: فِي كُلِّ دَورَاتي وكُتبي؛ ومُشَاركَاتي فِي وَسَائِل التَّواصُل الاجتمَاعي، لَا أُعلِّم النَّاس؛ لأنَّهم قَد يَعرِفُون أَكثَر مِنِّي، ولَا أَكون وَصيًّا عَليهم؛ لأنَّ الوصَايَة لَيسَت مِن أَخلَاقِي.. إنَّ كُلّ مَا أَفعَله؛ هو طَرح الأَسئِلَة التي تُسَاعدهم عَلَى اكتشَاف أَنفُسهم.. وقَد تَعلَّمتُ ذَلك مِن شَيخي «جاليليو» حِينَ قَال: «نَحنُ لَا نُعلِّم النَّاس كُلّ شَيء، ولَكن مَا نَستَطيع فِعله؛ هو مُسَاعدتهم عَلَى اكتشَاف مَا بدَاخلهم»..!

القيَام بحَركةٍ إيجَابيَّة فِي المُجتَمَع؛ تَقود إلَى تَحسينهِ، ورَفع إنتَاجيّته لَا يَتم بسهُولَة، فلابدَّ للشَّخصِ المُؤثِّر -سَواء كَان شَخصيَّة عَامَّةً، أَو كَاتِبًا، أَو فَردًا مِن أَفرَاد هَذا المُجتمَع- أَنْ يَتَّبع خُطوَات عَمليَّة، فأوَّلاً يَجب أَنْ تَكون أَفعَال المَرء مُتنَاسِقَة؛ مَع مَا يَنشره مِن أَفكَار، لأنَّ المُستَمعين سيُعرِضُون عمَّا يُقدِّمه؛ مَن يُنَاقِض بفِعلهِ أَقوَاله..!

ثُمَّ يَجب عَلَى المُؤثِّر أَنْ يَختَار اللُّغَة المُنَاسبَة، ويَضَع فِي الحُسبَان، أَنَّ دَوره لَيس تَعليم النَّاس، حَيثُ يَجد الكَثيرين مِمَّن يَفُوقُونَه فِي العِلْم، وعَليه أَن يُدرك أَنَّ الوصَايَة تُزعج النَّاس، ولا تُشكِّل فعلًا إيجابيًّا، بَل عَلَى العَكس مِن ذَلك، هي تَصرُّف مُنفِّر للآخَرين..

إنَّ كُلّ مَا يَجب فِعله للتَّأثير فِي النَّاس، هو طَرح الأَسئِلَة، فالأَسئِلَة تَقودُ إلَى التَّفكير، والتَّفكير يَقودُ إلَى العَمَل، وهَذا يُسَاعِد الآخَرين عَلَى اكتشَاف مَا بدَاخلهم..

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: نَحنُ فِي زَمن الرُّؤيَة، وعَلينَا العَمَل لتَحقيق الأَهدَاف، وتَسيير الخطَط؛ لنُصبِح مُجتمعًا أَكثَر وَعيًا وإنتَاجيَّة، فلَن يَحدُث أَي تَغيير؛ مَا لَم نَتخَلَّ عَن فَرضِ الوصَايَة، وتَلقين النَّاس مَا يَفعَلون، فلكُلِّ شَخصٍ أَنْ يَكتَفي بالإرشَاد، وتَحفيز الخيَال والهمَّة، وعَلَى الآخَرين اكتشَاف أَنفُسهم، ومَا هُم قَادِرُون عَلَى فِعله..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store