Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

التسامح.. هو الميزان الراجح!

الحبر الأصفر

A A
أُحبُّ التَّسَامُح وأَتعَايَش مَعه، وأَقرَأ عَنه، وأَسكُن بجوَارهِ، حَتَّى صِرتُ أَنَا وهو مِثل المُبتَدَأ والخَبَر، لَا نَفتَرق حَتَّى نَلتَقي، ولَا نَلتَقي إلَّا لنَفتَرق..!

التَّسَامُح مُفرَدة تُريح النَّفس، وتُدخِل السّرُور عَلَى الرّوح، وتَجلب السَّعَادَة، وتَستَدعِي الطَّمأنينَة، ومَن مِنَّا لَا يُحب أَنْ تَستَوطنه؛ هَذه المَفَاهيم الجَميلَة والجَذَّابَة، التي تَدور حَول كُلّ مَا هو جَميل..!

قَبْل أَيَّام كَتبتُ نَاصية؛ حَملَهَا الطَّائِر الأَزرَق «تويتر» إلَى النَّاس، أَقول فِيهَا: (إنَّني أُحبُّ التَّسَامُح، لَيس مِن أَجل الآخَرين -وإن كَان هَذا وَارِداً- بَل -قَبل ذَلِك- مِن أَجل نَفسِي، لأنَّ التَّسَامُح لَه مَفعول السِّحْر، فهو يُحرِّرني مِن قيُود الحِقد والانتقَام، والتَّفكير السَّلبِي فِي الخِصم..!

إنَّ التَّسَامُح -بهَذا المَفهوم- يُطفئ نِيرَان المَعَارك الدَّاخلية؛ مَع نَفسي الأمَّارَة بالسّوء، ويُوقِف مُسلسَل استحضَار المَاضِي الأَليم، والغَضَب اللَّئيم، والحِقد الأَثيم)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: طَالَمَا نَحنُ فِي حَضرة التَّسَامُح، فسأُخبركم بسِرّ، وهو أنَّني قَد سَامَحتُ كُلّ مَن أَسَاء لِي، بقَصدٍ أَو غَير قَصد، ولَم يَبقَ إلَّا أَربَعة أَشخَاص، مِنهم سيّدة وثَلَاثة رِجَال، ومَا زِلتُ فِي عَمليَّة البَحث عَن طَريقةٍ لمُسَامحتهم، وقَد نَجحتُ مُؤخَّراً فِي نَقلهم مِن مَنطِقةِ الكَراهيَّة والبُغض، وأَسكَنْتهم فِي المَنطِقَة الوَاقِعَة بَين اللَّا كُره واللَّا حُب..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store