Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

لا بدیل لخطة (ترامب) إلا بالتفاوض!

A A
الرئیس ترامب وضع خطة للسلام ومضى لا یلوي على شيء، وهو على علم بأن لا أحد سوف یحاسبه لأن أحدًا لن یستطع أن یغیر سیاسة إسرائیل الاستیطانیة منذ صدور قرار الأمم المتحدة رقم ٢٤٢ القاضي بالانسحاب الإسرائیلي إلى ما قبل حدود ١٩٦٧، ولا أحد فعل شیئًا حینما أعلن عن اعتراف الولایات المتحدة الأمریكیة بالقدس عاصمة لإسرائیل، ونقل السفارة إلى هناك.

وفي نظر كبیر مستشاري البیت الأبیض، ومهندس الخطة (كوشنیر) فإن الشعب الفلسطیني تعرض للخداع وتلقى وعودًا كاذبة طوال تلك السنوات، وأن القیادة الفلسطینیة أصبح من الصعب علیها أن تمضي قدمًا في لعب دور الضحیة، والاستمرار في جمع الأموال، وأن هذه الخطة عرض حقیقي على الطاولة، وأن مصالح أمریكا والعرب تلتقي في إنهاء الجمود الإسرائیلي ، حیث أن هذا الصراع یستخدم التطرف، وهذه الخطة ستبطل حجج الجهادیین نظرًا لأن الشعب الفلسطیني لدیه فرصة إقامة دولة بما تشمله من عاصمة في القدس الشرقیة.

ومع أن مجلس الجامعة العربیة على المستوى الوزاري أعلن عن رفضه لخطة السلام الأمریكیة وتمسكه بالسلام العادل والمرجعیات الدولیة في إطار تسویة القضیة الفلسطینیة، إلا أنه لا یمكنه أن یفعل شیئًا وأبواب التفاوض مقفلة.

والحوار المهم، أو التفاوض، أكد على ضرورته الرئیس المصري (السیسي) عند لقائه بالرئیس (عباس) حیث قال: (في نهایة المطاف لا بدیل عن المفاوضات المباشرة بین طرفي النزاع حتى یمكن التوصل إلى تسویة یتم الموافقة علیها في إطار شامل یضمن استدامة تلك التسویة).

وعلى نفس المنوال تحدث سمو الأمیر فیصل بن فرحان وزیر الخارجیة في المؤتمر الوزاري للجامعة العربیة الأخیر مبرهنًا بمبادرة السلام العربیة ٢٠٠٢ التي أكدت بأن الحل العسكري للنزاع لم یحقق السلام أو الأمن لأي من الأطراف، وأن إقامة السلام العادل والشامل عبر التفاوض هو الخیار الاستراتیجي.

فاتفاقیة (كامب دیفيد) أتاحت لمصر أن تسترد أرض سیناء بالكامل بعد الانسحاب من العریش في مایو ١٩٧٩ حتى التحریر الكامل الذي تم في ٢٥ أبریل ١٩٨٢ ومن ثم تحریر طابا في ١٩٨٥.

الرئيس الأمريكي الأسبق (كارتر) الذي شارك في اتفاقيات كامب ديفيد هاجم خطة الرئيس ترامب واعتبرها تقويضًا لفرص السلام، وكذلك الجانب الأوروبي رفض أي اقتراح لا يستند إلى المرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومنها إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ ١٩٦٧ وتكون عاصمتها القدس الشرقية،..

لكن هل ستغیر هذه (المرفوضات) من الأمر شيء وتذعن إسرائیل لأمر الانسحاب؟؟ الواقع ینفي هذا، ولابد من التفاو ض ثم التفاوض ثم التفاوض.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store