Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

فنجان الخير مذاقه غير!

A A
أجمل المشاريع الخيرية، تلك التي يعود ريعها لرعاية الأطفال والأسر الفقيرة رعاية متكاملة، والأجمل هي تلك البرامج التعليمية والترفيهية التي تقدم لأولئك الأطفال لإعدادهم للقرن الواحد والعشرين، الذي يحتاج إلى مهارات مختلفة يتقنها الفرد ليجد له موقعاً متميزاً في المساحة المكتظة بالمتميزين في كل مجال.

الجمعية الأولى بجدة، تقيم اليوم الأربعاء 19 فبراير وغدا الخميس 20 فبراير، مهرجانها السنوي للشاي والقهوة، تحت شعار «فنجان الخير مذاقه غير»، الذي وجَدْتُه عنواناً جميلاً لهذه المقالة، لأن مذاق الخير مختلف، عندما تشتري ما صنعته سيدة فقيرة بيديها من طعام أو شراب، يصبح مذاقه في جوفك ألذ من طعام أفخم المطاعم والفنادق لأنك ساعدت فقيراً على الاستمرار في الإنتاج وأَغْنَيتَه عن مد يد الحاجة!

فنجان الخير الذي تقدمه الجمعية الأولى الخيرية اليوم وغداً، اختارت له قاعة الصحبة المطلة على أجمل منطقة في البحر الأحمر في بارك حياة، من 5 عصراً إلى 12 ليلاً، واختارت أيضاً أن يكون المذاق بنكة المهرجانات العالمية، حيث تقدم عروض حية على مسرح المهرجان لطقوس تقديم الشاي في 16 دولة أوربية وعربية وإفريقية، والفلكلور الشعبي، بالإضافة إلى محلات بيع الشاي والقهوة وأدواتهما وكل ما يقدم معهما في أجواء ترفيهية وموسيقية مبهجة، بالإضافة إلى الجناح السعودي الذي يضم نجد والقصيم والجنوب ومنطقة مكة المكرمة، أيضاً تتيح للأسر المنتجة عرض منتجاتها، وعرض كل ما يتعلق بمذاق الخير من أدوات ومأكولات ومشروبات، مذاق الخير يكمن في أن ما تدفعه للدخول أو التسوق يذهب بكامله لرعاية أطفال جنوب جدة وأسرهم.

الجمعية الأولى، أول جمعية تأسست على مستوى الجمعيات في المملكة وتحمل الرقم «1» في سجلات الشؤون الاجتماعية، وهي تقترب من سن الستين عاماً، لكنها عادت متوهجة شباباً وحراكاً وعملاً وإنجازاً، لم تتوقف ولم تتكلس مفاصلها بفعل الزمن كما يحدث لكثير من المؤسسات والكيانات التي لا تجدد رؤيتها ورسالتها ولا تستطيع التحرك مع حركة العصر كما تفعل الجمعية الأولى بجدة، التي تتغير وتتقدم في مسيرتها الرعوية والتنموية لمنطقة جنوب جدة، حيث انتقلت من العمل الخيري الشامل في كل مجال إلى التخصص في أهم مجال من مجالات العمل الخيري، وهو رعاية أطفال جنوب جدة، رعاية متكاملة، أسرية وتعليمية، صحية ورياضية، تنمية مهارات الأطفال وإعدادهم للقرن الواحد والعشرين من خلال برامج متخصصة تقدمها الجمعية أو من خلال الشراكات التي تعقدها مع القطاعات الأهلية والحكومية لتقديم بعض البرامج، وهي لذلك تعمل على توفير دخل وفير يساهم في دعم البرامج والخدمات المختلفة التي تقدمها لأبناء جنوب جدة، وحمايتهم من التسرب من التعليم لقلة ذات اليد، أو عدم قدرة الأسر على المتابعة وتوفير متطلبات التعليم والبرامج التعليمية وتنمية المهارات، وإعداد «جيل قادر على كسر دائرة الفقر»، حسب الدراسات التي استندت إليها الجمعية في وضع خطتها الاستراتيجية، والتحول من الرعاية الكاملة للأسر الفقيرة إلى كسر دائرة الفقر، بالتوجه إلى أطفال منطقة جنوب جدة من عمر «3» أعوام، إلى «18» عاماً.

الفقر يستمر ثلاثة أجيال إذا لم يتم التدخل المبكر لكسر هذه الدائرة الخانقة، وإخراج جيل كامل من هذه الدوائر التي تنتج أجيالاً مريضة اجتماعياً ونفسياً وصحياً، فالجهل والفقر أخطر ما تواجهه المجتمعات التي تدير ظهرها عن مناطق ينمو فيها الفقر، كما يحدث في بعض الدول التي تنمو فيها العشوائيات وتولد فيها الجريمة بكل أشكالها؛ فالجريمة تزحف خارج نطاقها تعيث فساداً في كل ما حولها.

من منطلق المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال وأفراد المجتمع عليهم دعم جهود الجمعية الأولى، كي تستطيع الاستمرار في كسر دائرة الفقر في محيطها وإخراج أجيال من تلك الدائرة بتعليمهم وتأهيلهم وإكسابهم المهارات المختلفة، وأخيراً: فنجان الخير مذاقه غير، مهرجان يليق بجدة وبما تتطلع إليه هيئة الترفيه، ورؤية 2030.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store