Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

استنساخ عادل الجبير

A A
* آخر الأسبوع الماضي استولى معالي (الأستاذ عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية) على حَديث المجالس والمنتديات ومواقع التواصل؛ وتصدَّر «هَـاشتاق أو وسْم يحمل اسمه» قائمة الأكثر متابعة وتفاعلاً في صفحات «توِيتَر»؛ أما السّبب فتداوُل حواره التلفزيوني الذي بثَّتُه (القناة الألمانية DW) من خلال برنامجها الأشهر في «دائرة الخطر».

* المتابعون والمعلقون على ذلك المقطع أكدوا وبصموا على أنّ «الجبير»، استطاع أن ينقل في إجاباته وجهة نظر «بلاده» ودافع عنها بهدوء وتمكُّنٍ وإقناع وحجة واضحة، رغم أنّ مذيع البرنامج (تيم سيباستيان)؛ حاول استفزازه بطريقة إدارته للحوار، وأسلوب وسيناريو طَرح أسئلته التي كانت عدائيةً بِتَرديدها لمزاعم واتهامات باطلة؛ هدفها الإساءة للمملكة، لاسيما فما يتعلق بــ(ملفات الحرّيَات وحقوق الإنسان)!!.

* بَراعة ومهارة وتَميُّز وسرعة بَدِيهة (الجبير) التي أظهرها في ذلك الحِوار، ليست صُدفة أو حالة فردية؛ بل صفَة ملازمة له في خطاباته وأحاديثه الإعلامية كافّة عَزّزتها ثِقَته بنفسه، وثقافته الواسعة وخبرته الطويلة، وحضوره الذهني، ولغتُه الفصيحة، وقبل ذلك إيمانه بسياسات وممارسات وطنه الصادقة والنزيهة.

* وهنا (المملكة) لها ثِقلها الكبير وصوتها القوي والمؤثر سياسياً واقتصادياً على الساحتين الإقليمية والعالمية؛ فَمن عاصمتها تصدر القرارات المحورية والحازمة التي تتكئ على عقيدتها الراسخة وثَوابتها ورؤيتها الواضحة والمنصفة لمختلف القضايا الداخلية والعربية والإسلامية والدولية؛ وهذا قَد يتعارض مع مصالح بعض الدّول والأنظمة والأيدلوجيات؛ التي لا تملك إزاء ذلك إلا محاولة تشويه صورة (بلاد الحرمين) بشتى الأدوات التي تقوم على إخفاء الحقائق، والترويج لأخبار كاذبة من مصادر مجهولة وتقارير مغلوطة مدفوعة الثَّمن.

* ومواجهة كلِّ تلك الضَربات والحملات المسعورة لا تكون إلا بصناعة قوة سعودية ناعمة وخبيرة في إدارة ملفات العلاقات الدولية، وفي التعاطي مع أزماتها وحروبها الإعلامية؛ وقَادرة على الحضور الذكي والتأثير والإقناع بمختلف اللغات؛ وذلك من خلال برامج متخصصة تستثمر طاقات وإمكانات أبناء الوطن؛ ومن ثَمّ تسهيل وصولهم للمحافل الدولية، وكُبريات وسائل الإعلام ومنصَّاته؛ فتحديات الحاضر وقراءة المستقبل تُنادي بِحتميّة استنسَاخ تجربة (معالي الأستاذ عادل الجبير)، وتطويرها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store