Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

المكافآت الأميرية!!

A A
لم أُدْهَشْ وأنا أشاهد ما تسرّب لوسائل الإعلام عن المكافآت الضخمة التي تَهَبُهَا قناة الجزيرة القطرية (بلا حدود) لمذيعيها العرب، وتصل إلى ٤٠٠ ألف دولار بين فترة قصيرة وأخرى، (وما خفي كان أعظم)، (وللقصّة بقيّة)، بناءً على (سيناريوهات) وأوامر مباشرة من الديوان الأميري القطري، و(الحصاد) عفواً أقصد المكافآت لا تشمل بالطبع رواتبهم المرتفعة وأجور التعاقد معهم، وهذا يجعلهم من أثرى المذيعين العرب، ويُنافِسون مذيعي قناة CNN الأمريكيين في الثراء!.

والمكافآت تتناسب طردياً لا بـ(الاتجاه المعاكس) مع مقدار ما تنبح به أفواههم ضدّ المملكة وحلفائها مصر والإمارات والبحرين، وكلّما زاد المقدار زادت المكافأة، وكلّما رأيت أحدهم يفتري على المملكة وحلفائها فاعلم أنّه يُجهّز حسابه البنكي لتلقّي مزيد من دولارات الغاز القطري، وكلّما رأيته يُمْعِن في الافتراء فاعلم أنّه وسّع حسابه لالتهام مكافأة أضخم، ضمن (سباق أخبار) زائفة لا يفتر!.

والعجيب هو أنّ البعض يُردّد أنّ قطر تضحك عليهم، وتُسيّرهم بالعصا والجزرة كما يُسيّر الراعي بغلته في البرّية، وهذا غير صحيح، لأنّ المذيعين هم من يضحك على قطر، ويستلقون على ظهورهم من كثرة الضحك، وهم الأذكياء حقّاً، وهم يسْتغْبُون قطر استغباء الثعلب الماكر للدجاج المغترّ بمشيته ونقنقته قبل افتراسه، وقد وجدوا فرصة العمر للاستثراء الفاحش قبل تقاعدهم مع نظام حاكم هو أقرب للسفيه الذي لديه ثروة فلكية، ويستحقّ أنّ يُحجر عليه قبل أن يُضيّعها هباءً منثوراً!.

هؤلاء المذيعون هم توليفة عجيبة ومُشوّهة وخطيرة من مذيعي بني يعرب، ومرتزقة قذرون، وخونة وعمالة لا يحاسبهم أحد، ولا يملكون ذرّة ضمير ولا أخلاق، ولا يهمّهم شيء سوى المال، ولو عُرِضَت عليهم وظائف ومكافآت أكبر من قنوات أخرى مُنافِسَة ومُخالِفَة لقناة الجزيرة لما تردّدوا ثانية واحدة في العمل بها، ولرأيتهم وهم يعكسون توجّهاتهم وآراءهم ومبادئهم ١٨٠ درجة، وهم عرّاب المؤامرات ضدّ الأوطان العربية، وهم عارٌ على الإعلام، والإعلام بريء منهم، ويُجيدون الردح ولا شيء غير الردح، ومثلما غُرِزَت إسرائيل في خاصرة الأمّة العربية تنكأ جراحها، وغُرزت الجزيرة في خاصرة الخليج العربي تنكأ وحدته ولحمته، غُرِزُوا هم في خاصرة الإعلام العربي ينكأون رسالته، ويؤجّجون الفتن بين العرب، ثمّ ينامون قريري العين، وهانئي البال، على وسادة المكافآت الأميرية!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store