Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

سلامة ضيوف العمرة أوقفتها

A A
* تَشرُف «المملكة» وتفتخر بأنها تحتضن (الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة) أطهر بقاع الأرض، والتي يتطلع إلى الحَجِّ إليها وزيارتها أكثر من (مليار وستمائة ألف مسلم)؛ ولذا فقد جاءت العناية بهما وخدمة قاصديهما من أهمّ أَوْلَوِيّاتها التنموية؛ حيثُ توالت مَراحل توسعتهما التي تُرصد لها سنوياً المليارات من الريالات، وكذا استـثمار أحدث الأجهزة والتقنيات في جميع الأعمال الخدمية التي تُنَفّذ بهما وفي محيطهما، يُضاف لذلك تلك المشروعات العملاقة لتهيئة وتوسعة المشاعر المقدسة في (مِنى، ومزدلفة وعَرفات)!

* أيضاً هناك تطوير «البِنْيَة التحتية» وجميع المحطات والخطوات التي يَمُرّ بها الحُجَّاج والمعتمرون منذ استقبالهم، وحتى مغادرتهم؛ بل حتى قبل ذلك حيث أصبحت إجراءات وصول بعضهم تتم في بلدانهم؛ وهذا ما كفَلَتُه مبادرة «طريق مكة» التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة.

* وكـلّ ذلك إنما تبذله (المملكة) وفاءً لدينها الإسلامي، وبحثاً عن إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين سنوياً لأداء فريضة الحَجّ وشَرَف الزيارة في أجواء صِحَّيّة ومناخ من الأمن والراحة والرفاهية، وسهولة الحركة وانسيابيتها؛ وهذا ما يتحقّق كلّ عام - بفضل الله تعالى- ؛ ثمّ بتلك الجهود الكبيرة والنّوعِيّة؛ رغم تحديات كثافة الحـشود، وتنوع ثقافاتهم، البشرية، وصعوبة جغرافية المَشَاعِـر ومحدودية مساحتها التي تفرضها قواعد شرعية لايمكن تجاوزها!

* وامتداداً لعطاءات «المملكة» في هذا الإطار؛ جاءت رؤيتها المستقبلية 2030م مُبَشِرة بالعمل على استقبال المزيد من الحُجَّاج والمعتمرين لِتَصِـل لنحو «30 مليوناً سنوياً»؛ ويأتي ذلك من خلال «برنامج خدمة ضيوف الرحمن»؛ الذي يشتمل على 130 مبادرة، تساهم فيها «32 جهة حكومية وخاصة» تسعى لتجهيز أحدث المنافذ والمرافق والتقنيات لرعايتهم، وتحقيق الجودة في ما يقدم لهم من خدمات، إضافة لإثراء تجربتهم الثقافية.

* فكل شواهد الماضي، ومشاهدات الحاضر، وطموحات المستقبل تؤكد بأن «المملكة» مهتمة جداً بـ(زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين) استجابة لرغبات المسلمين، ولكن الأهَمّ عند قيادتها الحكيمة أمنهم وراحتهم، وكذلك الحرص على صحتهم وسلامتهم من الأوبئة، التي لا سمح الله قد ينقلونها لمجتمعاتهم ودولهم التي سيرجعون إليها؛ وهو ما استدعى الدولة الى المسارعة بإيقاف مؤقت لبرامج العمرة؛ في خطوة استباقية لمواجهة «فيروس كورونا»؛ صَفَّـقَـت لها منظمات الصحة العالمية؛ وأيدها علماء المسلمين وعقلاؤهم؛ أما أولئك الذين اتخذوا من ذاك القرار أداة للإساءة لــ(السعودية)، والتحريض عليها فلا وزن لهم؛ لأن ممارساتهم وغاياتهم تلك أصبحت مفضوحة لشريحة كبيرة من الشعوب الإسلامية؛ التي تؤمن بحرص قادة وأبناء (بلاد الحرمين) على العناية بهما، وخدمة زوارهما.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store