Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

جرائمهم أعلنتها شهادات كورية وإلكترونية!

A A
* شريحة من مجتمعنا أصبحت قادرة على تأمين احتياجاتها بالشراء من المواقع والمنصات العالمية المتخصصة في مختلف الدول؛ وهذا قادها إلى اكتشاف أنها ضحية لِطمع تجاوز كل حدود القِيم والأعراف، ونحر -عَلَناً وجهاراً نهاراً- أبسط المبادئ الإنسانية؛ حيث (بعض) المستوردين ووكلاء الشركات والمصانع الكبرى يعرضون بضاعتهم في الداخل أحياناً بثلاثة أضعاف قيمتها خارجياً، سواء في بلد تصنيعها أو في المتاجر الإلكترونية، إضافة إلى اجتهاد فريق منهم في الغِشّ والخِداع بالترويج لمنتجات رديئة ومقلدة!.

* وتأكيداً لذلك تحتفظ ذاكرتي بتصريح إعلامي للكوري (السيد يون هوكانج)، الذي كان القنصل التجاري لبلاده في المملكة؛ أشار فيه إلى أنّ وكلاء السلع والبضائع الكوريَّة هم وحدهم المسؤولون عن رفع أسعارها في «السعودية» إلى أضعاف قيمتها الحقيقيَّة، ويدعم مصداقية هذا التصريح، حديث وسيط تجاري صيني نقلته صحيفة الرياض «ذات تحقيق لها»، فيه دافع عن الصناعة الصينية مؤكداً جودتها؛ ومبيناً أن ما يُصَدّر منها للدول العَـربية من بضائع سيئة؛ إنما هو بسبب تأثير طائفة من تجارهم، إذ يُصرون على الصناعات الرديئة بسعر منخفض من أجل تحصيل أرباح كبيرة عند بيعها في بلدانهم!.

* تلك الحقائق والتصريحات فيها الشهادة الواضحة والأدلة الدامغة على أن محاولات وجهود وزارة التجارة، والجمارك، وجمعية حماية المستهلك وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة -مع التقدير لها- لم تُحقّـق الطموحات في ضبط الأسواق، والحَدّ من ذاك الجشع والاستغلال.

* وهنا «التجارة الإلكترونية» لا تُلبي كلّ الاحتياجات، والأهَـم أنّ أدواتها والخبرة فيها لا يمتلكها قطاع واسع من المجتمع؛ ولذا فإنقاذ المستهلكين من (احتكار أولئك الهوامير، وتحكمهم في الأسعار، وبحثهم عن الهزيل والضعيف من الواردات)؛ إنما يكون بتشديد الرقابة عليهم، وصرامة عقوباتهم، والتشهير بهم، وهناك السماح للشركات العالمية الكبرى بأن تفتح لها منافذ بيع مباشرة في المملكة، مع نقاط صيانة لمنتجاتها؛ فهذا سيفرض القيمة العادلة، كما أنه سيخلق فُـرص عمل لشبابنا!.

* أما في فيما يتعلق بــ»المواد الغذائية والاستهلاكية» فتوفيرها بأسعار مناسبة وتنافسية يأتي بالتوسع في إنشاء الجمعيات التعاونية في مختلف المناطق والمحافظات وحتى القرى، وتسهيل وتسريع خطواتها إجرائياً وإدارياً، مع مساعدتها بمجانية الجمارك أو تخفيفها؛ على أن تُدعم مادياً من خلال صندوق استثماري، واكتتاب عام، وهذا ما يتطلع إليه، وينتظره عاجلاً (المستهلك البسيط)، فقد أنهكت قواه نِيْرَان الغلاء، التي يزيد من اشتعالها محدودية موارده المالية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store