Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

إلى المدرسة.. لا إلى الموت!

A A
بوابة الأمل بل بداية أمل، ليس إلا بوابة عالية تحدها السماء في مأرب باليمن السعيد، في تلك المدينة تتشابه الحكايات التي يرويها آلاف الأطفال عن تجنيدهم من قبل ميليشيات الحوثي، فتتجاوز بالتالي حكايات الجدات في ليالي الشتاء الخيالية، لتشكل في مجملها حكايات ألم بشرية.

في المقابل تدور هناك قصص لا تنتهي عن كفاءات سعودية متميزة من مركز الملك سلمان للإغاثة تعمل على برنامج إعادة تأهيـل أولئك الأطفال المجندين والمتأثرين من النـزاع المسلح باليمـن بمحافظـة مأرب الذي بدأ في سبتمبر 2017م، وهدف دائمًا إلى إعادة براعم الطفولة إلـى حياتهم الطبيعية ودمجهم بالمجتمع وإلحاقهم بالمدارس، وإعـداد دورات لهـم ولأسرهم ليمارسوا حياتهـم الطبيعية، مع توعية أولياء الأمور بالقوانين التي تجرم تجنيد الأطفال في الحروب.

إنه برنامج طموح ينفذه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليضاف إلى برامج المركز وجهوده في خدمة العمل الإنساني، ويجعل من تجربة المملكة تجربة عالمية حظيت بإشادة الأمم المتحدة التي قررت تعميم فكرة البرنامج على أربع قارات.. فالفكرة أصبحت واقعًا تنطلق من روح إنسانية عالية تقدر حقوق الطفل، حيث حول هذا المشروع الدمعة الخائفة في عيون أطفال اليمن إلى ضحكة مدوية بعد التأهيل، فقد خرجوا بالفعل من وجع البيد إلى حدائق الفرح، لتشرق الطفولة اليمنية من جديد على أيدي متطوعي العمل الإنساني بمركز الملك سلمان.

حقيقة ما أشبه حال الأطفال المجندين الذين تم تأهيلهم بحال الفلاح اليمني الذي يقوم من الفجر ليزرع أرضه ويعتني بها مترنمًا بأغنية الفنان اليمني أيوب طارش «بكَّر غبش» والتي تقول في مطلعها «بكّر غبش في الطل والرشاشي.. بكُّر بُكُور قبل الطيور ماشي»، لكن هذه المرة: يُبكِّر هؤلاء الأطفال إلى المدرسة بمحافظة مأرب، وليس إلى مدرسة الموت والدمار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store