Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

رسالة من العالم إلى العالم: كورونا فضيحة القرن

اضاءة

A A
هذه المرة ليست الفوكلاند، ولا فيتنام، ولا إدلب، ولا حلب، ولا بنغازي، ولا طرابلس، ولا غزة ولا فلسطين، ولا حتى حرب الثلاثين عامًا.. وهذه المرة ليست الحرب العالمية الأولى ولا الثانية ولا حتى حرب المائة عام!، إنها حرب كورونا التي اشتعلت فجأة في الصين أو من الصين قبل أن تجتاح العالم كله، بما فيه الولايات المتحدة التي تتهمها الصين، وروسيا التي ستنحاز في حرب الاتهامات إلى بكين، وبريطانيا التي خرج رئيس وزرائها بالأمس ليعلن قرب فقدان الملايين، وفرنسا التي تخشى من العدوى، وألمانيا التي تقف أجهزتها الرقابية الصحية على حدودها مع إيطاليا.

بالأمس ازدادت سخونة التراشق بين بكين وواشنطن حول مسؤولية تفشي الوباء، وبينما اتهم مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، الصين بالتقاعس عن الاستجابة للظهور الأولي للفيروس، مما كلف العالم على ما يبدو شهرين!، رد المتحدث باسم الخارجية الصينية كينج شوانغ قائلاً: إن هذه التصريحات غير الأخلاقية وغير المسؤولة لن تساعد جهود مكافحة الوباء. حدث هذا قبل أن تقول الحكومة الصينية إن الجيش الأمريكي ربما جلب كورونا الى مدينة ووهان!

من حسن حظ العالم، أن الإصابات طالت القوتين الأعظم، وأن المدن الأمريكية والروسية دخلت في حالة من الهلع.

ومن حسن حظ العالم كذلك أن الإشاعات بالإصابة طالت أكبر زعيمين في العالم، وهما ترامب وبوتين.

ومن حسن حظ العالم أن الفيروس بات يهدد علماء وأطباء العالم المتحضر في أوروبا حيث شركات الدواء العالمية.

ومن حسن حظ العالم أن الخطر كان يداهم أعلى السلطات الدينية في الغرب!.

أريد أن أقول داعياً الله أن يقي الجميع شر هذا الوباء، أن العالم المتحضر في ضوء هذه الحقائق دخل معنا في دائرة الخطر، ومن ثم ينبغي أن يوقف عمليات البحث والاختراع والتطوير للأسلحة الفتاكة بالشعوب، وينصرف تماماً للبحث عن علاج لهذا الوباء!

ما قيمة أن تصنع الصواريخ والقنابل وأنت لا تضمن أن تعيش اليوم أو غداً وليس بعد غد؟!، عفواً.. هذه ليست موعظة أو خطبة جمعة أو درساً كنسياً، هذه الآن هي الحقيقة الناصعة! ما قيمة أن تدمر اقتصاد هذه الدولة ودولتك ليست في مأمن؟، وما قيمة أن تدخل في حرب، وأنت بهذا المعدل من الإصابات والوفيات قد تجد نفسك عاملاً أساسياً في فناء البشرية؟!.

انصرفوا للبحث في المعامل والمختبرات لإنقاذ البشرية.. إنقاذ أنفسكم قبل غيركم!، استدعوا العلماء الكبار واستنفروا المخترعين، حتى يمكنكم مواصلة الحياة، وبعدها عودوا الى ما تريدون العودة إليه!، لا تجعلوا العالم يتحسر على أيام القنابل والصواريخ والراجمات، فالفيروس القاتل إذا لم يجد من يوقفه، فلن يُبقي أحداً!.

لا نريدها حرباً تستمر عشرات السنوات، ولا عشرات الشهور، ولا عشرات الأسابيع، العالم لن يتحمل حربكم -إن صحَّت الاتهامات- أو تقاعسكم -إن صحَّت المخاوف- أو رهاناتكم -إن صحَّت التكهنات-!

بالأمس أيضاً، خرج كبير المستشارين الطبيين لدى الحكومة الصينية، ليؤكد انحسار الوباء بحلول يونيو المقبل «إذا حشدت جميع البلدان مواردها»، هذا ما قاله المسؤول الصيني حرفياً، ومن ثم فإمكانية إنقاذ البشرية متاحة لإشعار آخر!، ولأن ذلك كذلك، فما المانع من تنحية الاتهامات مؤقتاً، والدخول سريعاً في تكتل طبي عالمي حقيقي للتوصل إلى مضاد أو علاج؟!.

الذين صنعوا الشبكات الجهنمية المضادة للصواريخ، وللطائرات «ذاتية الحركة، وقصيرة المدى» قادرون بالتأكيد على تصنيع مضاد للكورونا!.

الذين صنعوا أنظمة الأسلحة الاعتراضية من قبيل (اي زي بي إس 60) قادرون بالتأكيد على تصنيع نظام طبي يواجه كورونا كوفيد 19!

سارعوا بتوحيد جهودكم قبل أن يتهمكم العالم النامي بالاشتراك في التخطيط والتنفيذ لفضيحة القرن!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store