Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

الحوثي وقفز الحواجز من جنيف إلى استكهولم!

A A
منذ القرار التاريخي للأمم المتحدة رقم ٢٢١٦ الصادر في أبريل عام ٢٠١٥ الخاص باليمن والذي جرّم إنقلاب (الحوثي وصالح) على السلطة التشريعية، ودعوته إلى تسليم مؤسسات الدولة التي سيطروا عليها للسلطة التشريعية، منذ ذلك التاريخ لم تنجح الأمم المتحدة في إنهاء المشكلة اليمنية، أو حتى التخفيف منها، وتوالى أكثر من مندوب لها لإنهاء الصراع ولم يفلحوا.. خمس سنوات مضت تجول فيها مندوبوها في أكثر من قارة وعقدوا عدة اجتماعات في جنيف، والرياض، والكويت، والأردن، وعُمان، جميعها فشلت في تطبيق القرارات التي تتخذ، وهم يعلمون جيدًا من هو الفريق الذي يغلق الأبواب أمام الحلول، دعونا نترك الماضي، ونتحدث عن آخر اتفاق والمسمى اتفاق (استكهولم) في ١٣ سبتمبر ٢٠١٨ والذي تمخض عنه اتفاق كامل لإطلاق النار، وانسحاب عسكري لكافة الأطراف من محافظة الحديدة، وتبقى الحديدة ممراً آمناً للمساعدات الإنسانية، وانسحاب ميليشيات الحوثي من المدينة والميناء خلال ١٤ يومًا، وكذلك من ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى خلال أسبوعين، السؤال المطروح: هل تم ذلك مثلاً؟! للأسف، الجواب لا.. فالحوثيون استغلوا الهدنة الناتجة عن الاتفاق للحشد والتصعيد لحربهم العبثية، ورفضوا السماح لبعثة الأمم المتحدة من الدخول، وجاء هذا في إحاطة مبعوث الأمين العام (غريفث) في خطابه الأخير في ١٢ مارس الحالي، والذي أكد فيه بأن بعثته لا تزال تواجه قيودًا على الحركة، إذ لم يتم السماح لدوريات البعثة بدخول مدينة الحديدة منذ ٢٠ أكتوبر ٢٠١٩، مما يعرقل قدرة البعثة على تنفيذ مهامها، كما منعوا فريق أممي من دخول مدينة (الدريهمي) جنوب الحديدة حتى يظل المدنيين رهائن ودروع بشرية، إذ تخشى الميليشيات أن يتم إجلاء المواطنين من قبل الأمم المتحدة إلى مناطق آمنة.

أين هي الضمانات الدولية التي تحدث عنها الأمين العام للأمم المتحدة السيد (غوريتيش) وحديثه عن أن السلطة التشريعية هي من ستستلم هذه الموانئ بإشراف أممي؟! والحوثيون يصرون على أن إعادة الانتشار هي في توطين ميليشياتهم المسلحة في الدوائر الحكومية وإعادة تموضعها بإسم القوات المحلية، واستمروا في إغلاق الشوارع داخل مدينة الحديدة وإقامة الحواجز وتبديل عناصرها المسلحة.

غياب تام لدى مندوبي الأمم المتحدة ساهم في إطالة أمد هذه الحرب بعد أن ساووا ما بين السلطة الشرعية وميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، رغم أن أول قرار صدر من الأمانة العامة اعترف بالشرعية وجرّم الانقلاب، وتضليل متعمد من قِبل أولئك للرأي العام اليمني وللمجتمع الدولي الذين يذكرون في تقاريرهم بأن هناك انخفاض في المستوى العام للعنف في الحديدة خلال الأشهر الماضية، والعالم كله قد أطلع على عشرات الاختراقات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي يومياً، واستحداث المواقع والهجمات بالصواريخ الباليستية والقوارب المفخخة والألغام البحرية، فشل ذريع للأمم المتحدة لحل هذه القضية ولمندوبها السيد (غريفث).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store