Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

قصص قصيرة.. مخبَّأة تحت الحصيرة

الحبر الأصفر

A A
القصَص القَصيرَة لَهَا مَذَاقٌ فَريد، فهِي تَنسَاب بيُسرٍ وسهُولَة إلَى المَعِدَة المَعرفيَّة، دُون إحدَاث أَدنَى تَلبُّك مَعوي، مِمَّا يَجعلهَا سَهلة الهَضم.. وهَذا آخِر مَا نَضج مِنهَا:

* سَأَلَنِي صَديقِي: مَن أَنْتَ؟، قُلت: أَنَا تِلميذٌ فِي مَدرسة «الطّمُوح»، وأُستَاذٌ زَائِر فِي كُليَّة «السَّعَادَة»، وطَالِب انتسَاب فِي جَامعة «المَعرفَة»، ومُوظَّف مُتفرِّغ فِي وزَارة «الأَمَل»..!

* ثُمَّ سَأَلَنِي مَرَّةً أُخرَى: مَا هو القَانُون العَادِل فِي نَظرك؟، قُلت: القَانُون العَادِل -بحَسب الفَيلسُوف «آناتول فرانس»-: هو أَنْ لَا يَضطرّ أَحدٌ للنَّوم تَحت الجِسر، أَو التَّسوُّل، أَو السَّرِقَة..!

* ثُمَّ سَأَلَنِي مَرَّةً ثَالِثَة: مَاذَا تَعلَّمتَ مِن الفَيلسوف «راسل»؟، قُلت: تَعلَّمتُ أَنْ لَا أَخَاف مِن أَفكَاري الغَريبَة، لأنَّ كُلّ الأَفكَار المَقبُولَة الآن؛ كَانَت غَريبَة ومُستهجَنَة فِي أوّل ظهُور لَهَا..!

* سَأَلَنِي: مَا تَفسير أَنَّ الإنسَان يَرَى فِي المَنَام؛ تِلك المَوضُوعَات التي يُفكِّر فِيهَا قَبل النَّوم؟، قُلت: لَيس هُنَاك إلَّا تَفسير وَاحِد، وهو أَنَّ هَذَا الإنسَان؛ قَد شَغل نَفسه وعَقلهِ، بهَذا المَوضُوع إلَى أَقصَى حَد..!

* سَأَلَنِي: مَا أَغرَب شُكر مَرَّ عَليك فِي قِرَاءَاتِك؟، قُلت: إنَّه شُكرٌ قَرَأتُه للفَيلَسوف الهِندي «طاغور»؛ حِينَ قَال: (شُكراً للأشوَاك التي عَلَّمتني الكَثير)..!

* سَأَلَنِي: مَا الشَّرط الذي تَحرص عَليهِ فِي مَسأَلة الإبدَاع؟، قُلت: أَحرِص عَلَى التَّفريق بَين «الهَمِّ» و»الاهتِمَام»، لأنَّ الهَمّ مُعوِّق للإبدَاع، بَينَمَا الاهتمَام مُحرِّض عَلَى التَّوليد والاخترَاع..!

* سَأَلَنِي: كَيف تَكتُب بهَذا الكَمّ الهَائِل مِن غَيرِ مَلَل؟، قُلت: لأنَّني ببَسَاطَة أَكتب وأَنَا مُستَمتِع بالكِتَابة، فالكِتَابة لَديَّ مُتعَة مِثل: «تَنَاول الأَطعِمَة اللَّذيذَة»..!

* سَأَلَنِي: هَل تَعتبر السّخريَة وَسيلَة للضَّحِك؟، قُلت: السّخريَة أَقوَى أَسلِحَة النَّقد، ولقَد أَحسَن الكَاتِب التُّركي «عزيز نيسين» حِينَ قَال: (السّخريَة شَأنٌ جَاد)..!

* سَأَلَنِي: كَيف تُسهِّل حَلّ مَشَاكلك؟، قُلت: أَقوم بتَدوينهَا، وقَد تَعلَّمتُ ذَلِك مِن شَيخي الفَيلسوف «تشارلز كيترنج»..!

* قَال لِي أَحدُهم: سيُعذِّبك الله!، قُلت: كيف يُعذِّبني وقَد كَتَبَ عَلَى نَفسهِ «الرَّحمَة»، كَيف يُعذِّبني ورَحمته وَسَعَت كُلّ شَيء، وأَنَا شَيءٌ مِن لَحْمٍ ودَم..؟!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store