Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

غياب جامعاتنا ورتْوَتَة مديريها

A A
* (الجامعات) في الدول الكبرى هي البيئة الخصبة والصحيّة لتكوين الشخصية الثقافية لأفراد المجتمع، وفيها تتكون الاتجاهات والميول، وفيها يُزْرع الانتماء؛ فــ(الجامعة) لا يقتصر دورها على التعليم الأكاديمي بل يمتد ليصل لمحطتي البحث العلمي، وخدمة المجتمع على اختلاف حاجياته وأطيافه، وكذا السبق والفاعلية في إدارة أزماته.

* واليوم في ظِلِّ تَوحُّد الوطن بكل مؤسساته لمواجهة (فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19)، والحَدّ من تفشيه، ومعالجة تَبِعَاتِه؛ حقُّ (جَامِعَاتِنَا) أن نرفع لها الشكر والتقدير لسرعة تَفعيلها (التّعليم عن بُعد)، بعد تعليق الدراسة، ومشاركتها الواسعة في الحملة التّوعوية بهذا الوباء.

* ولكن لا أعتقد أن هذا يكفي؛ بل هناك ما هو أهم، كــ(البحث العلمي) الذي هو ركن أصِيل في رسالتها، فحتى الآن لم تُقدم فيه تجربة علمية أو محاولة واضحة، سواء في إيجادِ لِقَاح للوقاية من هذا (الفـيروس) أو دواء لمُصابيه، كذلك لا صوتَ لها في ميدان الدراسات المتعلقة بآثار هذه الأزمة على المجتمع، وسلوكيات فئاته تجاهها، وتوصيف بعض الممارسات السلبية، والبحث عن معالجة لها!.

* أيضاً في مجال الخدمة المجتمعية الميدانية ليس للجامعات في هذه الأزمة بصمات أو مبادرات ملموسة، مع أهميتها وقدرتها على الوفاء بها، ومن ذلك: الإفادة من أوقات الفراغ التي يعيشها أغلب الناس؛ لبقائهم في منازلهم، وذلك بإطلاق دورات ودبلومات مجانية متنوعة عن طريق الإنترنت تَزيد من معارفهم وثقافتهم، وتُطَوِّر من قدراتهم.

* وهناك مساندة الجمعيات الخيرية في مبادراتها علمياً وقبل ذلك مادياً؛ فهناك جامعات لها أوقاف ومشروعات استثمارية كبيرة، كما يمكن لطلاب وطالبات كليات الطب والتمريض المشاركة في الجهود الصحِيّة، لاسيما مَن هم على أبواب التخرج، إلى غير ذلك من المبادرات والبرامج التي تُعزّز من إيجابيات الجامعات، وتجعلها أقرب لنبض مجتمعها وحاجياته الدائمة والطارئة.

* أخيراً، كنتُ أتمنى على (وزارة التعليم) إصدار بيانٍ تناشدُ فيه أعضاء هيئة التدريس أن يأخذوا باعتبارهم الظروف الراهنة، فيُخفّفوا في واجباتهم واختباراتهم التي يفرضونها على الطلاب والطالبات؛ لأنها لو فعلَت ذلك ستَكسب هي رضاهم -أقصد الطلاب والطالبات-، وتحظى بإشادتهم، كما أنها سترفع الحَرج عن مدراء جامعاتها وهم يتسابقون في تكرار التَّوْجيْه، وكأنهم فقط يُرَتْوِتُون له أو به!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store