Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

المهرِّجون لمضاربهم وسوالفهم.. والإعلاميون لساحتهم ورواتبهم

A A
* بداية أؤكدُ لكم بأني لستُ صديقاً وفياً لـ (برامج التواصل الحديثة)؛ فلا أعرفُ منها إلا (السيّد تويتر) وغير متفرغ له؛ لأنّ عندي ما يشغلني، فأنا صحفي تقليدي غلبان، يَشْرُفُ بعدد محدود من المتابعين الأوفياء، لم يبتعهم من دكاكين الحسابات الجاهزة، ولم يطلب زيادتهم الوهمية، ولا يستجديها بالجوائز؛ ولذا أجزمُ ببراءتي من الغيْرَة التي يتهم بها (أولئك المشاهير) كُلّ مَن ينتقدهم!.

* وإنصافاً هناك (طائفة من مشاهير التواصل جهودهم مشْكورة، وهم على الرّأس والعيْن)؛ وفي المقابل ومن خلال ما يبثّه «تويتر»، وما ينقله «واتساب»، وما تنشره وسائل إعلام من حوادث، وردود أفعال رافضة؛ فأغلب أولئك -للأسف الشديد - هم مِن سَقْطِ المَتَاع، فيما يظهر من سلوكياتهم، وأدواتهم وبضاعتهم التي منها: (التهريج، والمقاطع الشامتة والمستهزئة بالغير، وأحياناً السخرية من أبناء القبائل والمناطق، وبعض العادات والقِيَم، والتّعريض بالثّوابت الدينية والوطنية والقرارات والأنظمة)؛ وذلك لجهلهم بالواقع والعَواقِب!.

* والشواهد كثيرة، ولعل أقربها ماحصل ويحصل هذه الأيام من تجاوزات للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة للحدّ من تفشي (فيروس كورونا المستجد)، وقبلها كان هناك قضايا فساد وسقوط أخلاقي، والغريب تَوثيق أولئك لاعترافاتهم ونشرها، وهذا أمر يحتاج إلى تفسير؛ فربما وراء الأكْمَة ما وراءها؛ والأغرب احتفاء بعض المؤسسات بهم، وجلبهم لتغطية فعالياتها وحملاتها الإعلامية، وكل هذا طمعاً في متابعيهم وعدد (رِتْوِيْتِهِم وإعجابهم)، دون الاهتمام بكونهم من الشرائح التي تستهدفها رسالة تلك المؤسسات!.

* (صدقوني -وأنا هنا أتحدث عن الأغلبية وليس العموم- أولئك مُجَرّد مُصَورَاتِيّة، لا يمتلكون أبسط قواعد المِهَنية والمهارة الإعلامية، التي المؤمن بها لا يتحدثُ بكلّ ما يَعْلَم، ولا يَهْرِفَ بما لا يَعْرِف، ويُقَدِّر قيمة الصورة وخطرها، وأهمية الحرف قبل الكلمة، وتوقيت ولغة النطق بهما؛ وبالتالي فقد وقعوا في طوَام، وتجاوزوا حدود العقل والمنطق، والمصلحة العامة، هذا طبعاً غير ترويج زُمْرةٍ منهم لإعلانات ربما افتقدت للمصداقية، ومع أنها تجارية -يكسبون منها الكثير زادهم الله من فضله- لكن لم أسمع برسوم أو ضرائب دفعوها!.

* وهنا لعل ما صاحب (أزمة كورونا) من تساقُطٍ لبعض رمُوزهِـم يساهم بزوال الغُمّـة التي خلقوها، وصناعة واقع مختلف، ومستقبل أفضل يُبعد شَرّهُـم عن الإعلام والتغطيات، ليبقوا في مَضَاربِهِم ينقلون لمتابعيهم مشاهد حياتهم اليومية، ومواقفهم المصنوعة، وسوالفهم وقَصَايِدْهم وهِجِيْنِيّاتِهم، ولِتَرجعَ ساحتنا الإعلامية لملكية أهلها وخبرائها، وتلك المطالب تفضل بها الصحفي الكبير (عضوان الأحمري) في تغريداته وأحاديثه التي وصف فيها أولئك بالمُهَرِّجينَ.

* أخيراً خبراء إعلامنا وطلابهم النُّجباء الذين حملوا لواء قضايا وطنهم ومجتمعهم دون تجاوزات أو مهاترات صبيانية، يعانون في مؤسساتهم الصحفية؛ فمنهم الذي لم يرَ راتباً لأكثر من ستة أشهر، فأصبح لا يجد لقمة عيش أُسْرَتِـه، في حين لو تأخّرَ الراتبُ المليوني للاعب كرة القدم (المُطَـارِدُ لذلك الّلسْتَك المَنفُـوخ) لشهرين، لوصلَ الأمر لــ(الـفيفا، ومحاكم لُوْزِيْــن السّويسريّة)،لِيَأَخُذَه غَصباً، ومِـن أَيِّ نَادِ؛ فأين حقوق أولئك الـمساكين؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store