Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

ادعموا #خير_المدينة ولا تهاجموه

ضمير متكلم

A A
* قبل أيام تساءل طائفة من الإعلاميين الأعزاء في المدينة المنورة عن جهود الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية في (أزمة كورونا)، فصاحب ذلك تعليقات شكَّكت في مصداقية بعضها، واتهام القائمين عليها بأنهم (مُهَايْطِيّـة) وباحثون فقط عن الأضواء، بينما لا أثَر لهم في الأزمَات!

* وهنا دعوني أؤكد بأني أحترم جداً أولئك الإعلاميين الأعزاء، وكُلَّ من علّقَ على ما طرحوه، وأؤمن جداً بأنهم إنما فعلوا ذلك بِحُسن نِيّة، وبحثاً عن المصلحة العامة، ولكني أعتبُ عليهم، فالمهنِيّة الإعلامية -التي هم أساتذة فيها- تفرض البحث عن الحقيقية من مصادرها الأصلية الموثوقة التي أصبحت متاحة اليوم.

* ولذا فاسمحوا لي أن أعرض عليكم نماذج وعناوين رئيسة لمبادرات وخدمات قدمتها جمعيات خيرية وفرق تطوعية في (أزمة كورونا) في المدينة النبوية؛ فمثلاً (جمعية حياة الطبية) زارت عياداتها المتنقلة العديد من الأحياء السكنية والمحافظات والمراكز؛ للكشف على المرضى، ومنحهم الاستشارات الطبية والأدوية، وكل ذلك مجاناً وبحرفية عالية، وبعد تشديد الاحترازات تتواصل الجمعية مع كبار السِّن وأصحاب الأمراض المزمنة، والفقراء والمحتاجين إلكترونياً، ومن ثَمَّ تقوم بإيصال الأدوية والمستلزمات الطبية لهم عمومًا، وخاصة من هم في الأحياء التي عُزلت مؤخراً من خلال فريق متخصص وبمركبات مجهزة بأحدث تقنيات الحماية والتعقيم.

* أما (جمعية رؤية للمكفوفين) فسارعت إلى تزويد المستفيدين من خدماتها بـ(سلة متكاملة من أدوات النظافة والتعقيم)، كما قادت حملة ناجحة لتوفير الأجهزة التقنية والإلكترونية التي تساعد المكفوفين عن بُعْـد -بعد تعليق الدراسة-، كما فتحت لهم أبواب الدروس هاتفياً وعبر الواتساب، ثم أبدعت بمسابقة (تحدي الكفيف مع فيروس كورونا) التي تتيح للمكفوفين المشاركة في التوعية بمقاطع ينفذونها من هواتفهم المحمولة، وذلك لتعزيز الوعي، وإبراز مواهب المكفوفين، ودمجهم بالمجتمع، وقد شارك في المسابقة مئات من مختلف مناطق المملكة، بل ومن خارجها.

* ولم تنس (جمعية طيبة للإعاقة الحركية للكبار) واجبها، فضاعفت من جهودها، التي منها: توصيل المواد الغذائية والمستلزمات الطبية لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، ونقلهم للمستشفيات ووحدات غسيل الكلى، ومراكز التسوق بواسطة سيارات تواكب احتياجاتهم، وصيانة كراسيهم عند بيوتهم من خلال ورشة متنقلة.

* وإذا قلبنا صفحات عطاءات الفرق التطوعية نجد عطاءات نوعية؛ فـ(فريق فَـزعة) دعم بعض الجمعيات ببرامج وتصاميم واستشارات لمبادراتها، أيضاً صنع مسابقة تُشجّع أفراد المجتمع على استثمار أوقاتهم بابتكار مبادرات بسيطة تخدم الوطن والمجتمع في هذه الأزمة، وشارك في ترجمة طائفة من مواد التوعية بلغة الإشارة، يضاف لذلك أن جميع الجمعيات والفرق التطوعية بلا استثناء شاركت بفاعلية في الحملة التوعوية بأفلام مرئية، وموشن جرافيك، وتصاميم، وصور، وغيرها.

* هذه فقط بعض الشواهد التي تجاوزت في مساحة الزاوية لعرضها، مع التذكير بأنّ (حظر التجول) قد حَدّ من جهود تلك المؤسسات؛ ولذا ما أرجوه من جميع أفراد المجتمع المدني النبلاء، ولاسيما أصدقائي الإعلاميين دعم تلك الجمعيات والفرق بما يستطيعون أو على الأقل عدم المساهمة في تشويه صورتها -طبعاً من غير قصد- بالتقليل من جهودها؛ فالمدينة هي عاصمة الإنسانية، والتي قدّم أبناؤها نظرية (المؤاخاة) التي تفتخر بها مصادر «علم الاجتماع».

* أخيراً ما أتمناه من القائمين على الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية الاهتمام بــ(الإعلام) فهم أحوج القطاعات إليه، واستأذن أهل طيبة الطيبة ومحبيها حول العالم بـإطلاق وسم أو هاشتاق (#خير_المدينة) نحاول جميعاً من خلاله رصد الجهود الخيرية والتطوعية في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواجهة (فيروس كورونا المستجد)، اللهم اكشف الغمّة عن بلادنا الغالية، والعَـالَم أجمع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store