Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

متشائمو غزالنا وأبحاث جامعاتنا!

ضمير متكلم

A A
* في الثاني من شهر مارس 2020م أعلنت وزارة الصحة السعودية عن أول إصابة بـ(فيروس كورونا كوفيد 19)، ومِن حينها بَقِيَت (مُعظَـمُ جامعاتُـنَا- إِنْ لم يَكُن كلّها-) بعيدة عن ميدان البحث العلمي سواء في دراسة مُسَبِّبَات ذلك الفيروس الكُورُونِي المستجد أو اكتشاف ما يَحُدَّ مِن تَفَشِّيه، أو يُعَالِج المصابين به، ثُمّ قبل عشرة أيام تقريبًا تسابق العديد منها تَزَامُنًَا وتِبَاعًَا في الإعلان عن تنفيذ أو دعـم أبحاث في هذا المجال.

* وهـنَا بَادر (طَاِئفَةٌ من المُتَشَائمين) إلى التّشْكِـيك بأبحاث تلك الجامعات وأهدافها، مُستشهدين بأنها في الحقيقة لم تتوصل حتى الآن- بحسب الموقع الإلكتروني لـ(وزارة صِحّتِـنَا)- إلى دواء أو لِقَاح يَقِي من الشقيق الأكبر سِـنًّا في عائلة (كُورونا، وهـو ما يُعرف بـ»فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية «MERS»)، الذي تَمّ التعرف عليه عام 2012م، وكانت ومازالت المملكة هي أكثر دول العَالَم تَضرّرًا منه؛ بنسّـبَةٍ تُقَارِب الـ(80%) من مُصابِيْه الذين بلغ عددهم حول العَالم نحو (2494 مصابًا، وتجاوز عدد وفياتِه الـ850).

* بل وأضافَ (أولئك المُتَشَائِمُون) بأنّ ما فَعَلتْهُ تلك الجامعات مجرد هِـيَاط وحضورِ إعلامي، وعَاد (أولئك النَّفَر محدودي الطموح) بِذكْرَياتهم الأكثر تَشَاؤُمًَا من ألْسِنَتِهم إلى (يونيو عام 2010م)، وإلى حكاية إحدى «جامعات الرياض»، التي أكّدت في حَفل بَهيج نجاحها في أبحاث تصنيع (السيارة السعودية غَزَال)، مُشِـيْرة بأنها ستحبو على الطريق نهاية 2013م، بإنتاج (20 ألف سيارة سنويًا)، مُردِّدين: أين ذلك الغَزَال الشّارد؟ ولماذا تَبَخَّر حـُلمُ اِمْـتِطائِه؟!

* أمَا (أنا) ولأني -بطبعي مُتفائِل جدًا، وأثق بقدرات وإمكانات أبناء بلدي- فإني أرى التنافس بين جامعاتِنَا في الدراسات العلمية ظاهرة صِحِّية، وأتمنى صادقًا أن يتحقق الإنجاز، وأن يكون لإحداها الرِّيَادة والسَّبْق في إيجاد ما يُنْقِذُ البشرية مِـن (فيروس كورونا كوفيد19)، وسأكون بذلك أسعد الناس؛ وأتمنى أن يحدث هذا اليوم قبل غدًا.

* أخيْرًا (أولئك المُتَشَائِـمون دائمًا) رَدّدوا: الأولى أن تُوَجّـه الأموال التي ستنفقها الجامعات على (أبحاثها المزعومة) لِدعْم الجمعيات الخيرية؛ أمّا المُتَفَائِـل (أَنَا) -طَلْبَقَنِي اللّهُ تَعَالَى، وَدَمْعَـزَنِي- فأرى توحيدَ جهود الجامعات وتكاملها في فَـريق بَحثِي واحِد مُشـتَرك، فهذا أَقوى عِلميًا وَأَوْفَر؛ فَمَا رأيُ مسؤولي (وزارة التعليم)، أَطَالَ اللّهُ بَقَاءَهُم وأَدَامَ عِزَّهُـم؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store