Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

المواطن بين تنمُّر العرفج وكفّ البنوك!

A A
* خلال (أزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد19) التي نعيشها ارتفعت أصوات محدودي الدخل تنادي البُنوك (بإلغاء أو تأجيل أقساطها)؛ ولكنها كالعادة تجاهلتها، أما الغريب والجديد فهو أن هناك من رفع لواء الدِّفَاع عنها، بل وَوَصْفُ،مطالبات (التأجيل) بأنها (تَنَمُّر عَالٍ على البنوك)، وأن مَن يُطالب بِه سيدفع الأقساط بعد انقضاء مدة التأجيل؛ وبالتالي فهو كالذي ينتظر الصّفْعَة المنتظرة (الكَفّ)، ولكن بَعد حين!.

*ومن أولئك الصّديق العزيز (الدكتور أحمد العرفج في برنامج يَاهلا)، حيث ذكَر بأن «البنوك» خدمت البلاد كثيراً؛ فمثلاً مَقَرَّاتُهَا حَسّنت المظهر الجمالي للمدن، كما أنها تُقْرِض الدولة والشركات، مؤكداً بأنّ بعض أموالها مملوكة لِمُساهمين قد لا يقبلون بالتأجيل، مُضيفاُ بأنَّهُ «شخصياً» يمتلك مساهمة في بَنْكَين؛ ويرفض هذا الأمر!!.

* ولـ(الصديق الدكتور العَرفج ولجميع الرّافِضين) أُقدر جداً رأيكم وأحترمه، ولكن -حفظكم الله- الماضي والحاضر يؤكـدان بأنّ (معظم بُنُوكنا)، لاحضور لها في حياتنا العادية، ولا في الأزمات؛ فهي حريصة فقط على حلْبِ دراهم المواطن البسيط؛ لأَنّه صيدها الثمين، ومن الشواهد النِّسَب المركَّبة والكبيرة لقروضها، والتي تجاوزت في بدايات اقرار الاستقطاع من الرّواتب، وإطلاق برامج القروض الشخصية، الــ(7%)، وهي النِّسبة الأعلى في العَالَم.

* (أيضاً بعض البنوك) لا ترحم الضعفاء فهي تفرضُ ضَرِيبة شهرية على مَن يقلّ رَصِيد حساباتهم عن (2000 ريال) -إنْ لَم تَخُنِّـي الذاكرة-، وأخرى كانت تفعلُهَـا عند سحب الأموال من غير (صَرَّافَاتها)، ولَا ننسى ما حدث عام 2006م؛ حيث(طائفة منها) أغرت الغَلابى قليلي الخبرة بتسهيلات مالية على محافظ أسهمهم، ثم عند انهيار السّوق سارعت بتسييلها، واسترداد أموالها بأيِّ ثمن؛ لِتَرمي فريقاً منهم في الشَّارع بعد أن باعوا منازلهم!.

* فشكراً لــ(فيروس كورونا) الذي أَكّد على المُؤَكَّد وهو أن (بنوكنا أو بصورة أدقّ معظمها) فقط تأخذ ولا تعطي، وما تقدمه في ميدان المسئولية الاجتماعية ضعيف جداً، ولِذرِّ الرَّمَاد في العيون؛ متجاهلة بأنّ الفَضْل في ثَرائها الخيالي رغم الكساد العالمي إنما هو لـ(وطن معطاء) منحها التسهيلات والضَّمانات، ولــ(مـواطن) أجهزت عليه بالقروض وفوائدها الكبيرة، ومَا أرجوه أن لا تَمُنّ علينا بتبرعها قبل أيام لـ(صندوق الصِّحَّـة)، فالأخ (بيل غيتس) لوحده تبرع في هذه الأزمة بــ (100 مليون دولار).

وفي الختام تقبلوا تحيات «مواطن» لا يبقى مِـن راتبه بعد خصم «البنك» لأقساطه العقارية والشخصية إلا «700 ريال»!! .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store