Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

كورونا.. اعقلها وتوكل!!

بانوراما

A A
في تقرير صدر حديثاً لمنظمة الصحة العالمية جاء فيه أن العالم في حاجة لأكثر من ستة ملايين عنصر إضافي لسد النقص الكبير في مجال مهنة التمريض ناهيك عن المهن الطبية الأخرى، لأجل تقديم خدمات العلاج لمن يحتاجها من المرضى. وبحسب خبراء الصحة فإن موظفي القطاعات الصحية من بين أكثر الفئات في المجتمع عرضةً للإصابة، نظراً إلى عملهم في المستشفيات والمراكز الصحية التي تستقبل المرضى والمصابين. وبعد أن ضرب فيروس كورونا العالم في وقتنا الحاضر تعالت الأصوات مطالبةً بالعناية أكثر من أي وقت مضى بالأنظمة والكوادر الصحية في أغلب الدول في العالم، كونها خط الدفاع الأول ضد هذه الجائحة. وكشف وباء كورونا نقصاً كبيراً في الكوادر الطبية المؤهلة، ناهيك عن النقص في بعض المعدات الطبية كأجهزة التنفس والكمامات والأردئة الطبية الخاصة بالحَجْر وغيرها، والتي يفترض أنها بسيطة أو متاحة على نطاق واسع. شئنا أم أبينا، ما قبل كورونا بكل تأكيد يختلف كثيراً عما بعده، في كل مناحي الحياة اليومية، وأتوقع أن الأولويات سوف تتغير بعد هذه الجائحة، وهناك الكثير من الدروس التي يجب الاستفادة منها، من كان يتوقع عملية العزل الاجتماعي والبقاء في المنازل إلا للضرورة وآثار ذلك على المجتمع المعتاد على حياةٍ بنمطٍ آخر مختلف تماماً؟ من كان يتوقع إغلاق المؤسسات التعليمية وتنشيط التعليم عن بُعد؟

ولعل من أهم الدروس المستفادة من هذا الوباء هو الحاجة لتطوير وتمكين وزيادة الكادر الصحي الاحتياطي الخاص بالأزمات وتدريبه وتأهيله ويبقى في متابعة دائمة للأزمات الصحية وإدارتها على مدار العام. خاصة وأن المملكة حرسها الله تستقبل سنوياً الملايين من الحجاج والمعتمرين من مختلف بلدان العالم الإسلامي ومنهم المرضى وكبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية، أو حجيج قادمين من مناطق موبوءة يسهمون – لا قدر الله – في انتشار الأمراض المعدية.

وأخيراً في عالم يضم أكثر من 7 مليارات نسمة، قد يصبح تفشي الأمراض أمراً لا مفر منه، ولكن يجب تعلُْم الدروس من هذا الوباء والاستفادة منها في مكافحة ما يستجد من أوبئة في المستقبل.

يقول صلى الله عليه وسلم: (...اعقلها وتوكَّل).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store