Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

هؤلاء أبطالنا أَما أولئك فهامش!!

ضمير متكلم

A A
* مذيع في برنامج «توك شو» شهير في فضائية مصرية خاصة يتواصل هاتفياً مع (ابن المغني الشعبي الرّاحِل شعبان عبدالرحيم) لِيَسأله عن جديد أُغنياتِه في مواجهة (فيروس كورونا)، فيجيب ذلك الشّاب البسيط «محدود الثقافة» بأنه غير مقتنع بها أصلاً، وأنها «مجرد أَوَنْطَه» بمعنى «أكذوبة أو خُدعة»، يبتسم ذلك المُذيع الجَهبَذ مُعَقِّباً: وأنا (والله مَعَك)، وفي ذات السِّياق استضافت قنوات خاصة في مقاطع بَثَّتها ممثلين وممثلات سخروا من وباء كورونا بعبارات وضحكات سَمِجَة!!

* وكل ذلك وما سبقه، وما سيأتي بعده يأتي في إطار (ثقافة) تحاول بعض وسائل الإعلام التّكريس لها، وأبرز عناوينها: (تغيِيب متعمد) لجميع فئات المجتمع، وفَـرْض (أهل الفَنّ والغِـنَاء والكُرَة) فقط رُمُوزاً له، ونماذجَ يَقتدي بها شبابه؛ وذلك من خلال تَداوِل أخبارهم الشخصِيّة قبل الفنّيّة على نطاق واسِع، وحضورهم الطاغي في البرامج الحوارية والمسابقات، فهم الضيوف الثابتون ينتقلون من قـناة إلى أخرى ومن إذاعة إلى ثانية، كما أنهم قَادَةٌ للحملات والمناسبات والاحتفالات الوطنيّة، بل وخبراء في مختلف القضايا؛ فلا تستغربوا أبداً، لو رأيتم استضافة (ممثلة مَا) لِتُناقِـش أمراض القلب في غياب الجّراح العالمي مجدي يعقوب!

* وهنا ما أرجوه أن تكون (أزمة كورونا كوفيد19، وتداعياتها) قـد نجحت في إيقاظ أولئك المخدوعين من سُباتهم؛ ليعرفوا أبطال مجتمعاتهم ونجومها الحقيقيين، كالمخلصين من منسوبي الصِّحّة والجمعيات الخيرية، والعلماء والمخترعين، والمعلمين، والإعلاميين، والإداريين، وقبل ذلك رجال الجيش والأمن، وغيرهم ممن جهدهم ووقتهم لخدمة وطنهم ومجتمعهم!

* أما الممثلون والممثلات، والمطربون والمطربات، ومشاهير مواقع التواصل، ولاعبو الكُرَة، ومُحَلّلِوها -مع التقدير طبعاً وجِداً للمحترم والمثقف من كلِّ أولئك- فهم إنما تصدروا كامِل المشهد والكَادر في غفلة من الزمن؛ فشكراً لـ(فيروس كورونا) الذي كشف سطحية معظمهم وسخافته، وأكدّ على مكانهم الطبيعي في الأزمات، بل وفي كُلّ الأوقات (الهَامِش)، فالعاقل الذي يملكُ أمْرَ نفْسِه لن يتابع فيلماً أو مسلسلاً أو أغاني أو مباريات، وحتى حسابات مواقع التواصل إلا في وقت فراغِه القصير، وبحثاً عن شيء من التّرفيه؛ ثم إن تنمية الأوطان وحضارتها إنما تكون بالعلم والثقافة، لا بالأغاني والأفلام ومطاردة اللستك المنفوخ، وسوالف السَّنَابات!

* أخيراً عندنا في المملكة تصاعدت الشكوى من تفاهة «مشاهير الفلس»، وإصرار طائفة منهم على تعمّد مخالفة الإجراءات الاحترازية لمحاصرة (وباء كورونا)، مطالبةً بمعاقبتهم، وما أراه أن يعاقب قبلهم مَن صنعهم ومنحهم الجماهيرية بمتابعته لهم؛ وكذلك تلك الإدارات التي تستدعيهم وتعطيهم ما لا يستحقونه؛ فهذه دعوة لــ(#إلغاء_متابعة_مشاهير_ الفلس في كل المجالات، فضلاً: قولوا: تَمّ)!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store