Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

قمر صناعي إيراني فاشل يؤجج الوضع في المنطقة!

A A
بالغ الإيرانيون في الثقة بأنفسهم كثيرًا خصوصًا بعدما تيقنوا بأن لا أحد قادر على أن يردعهم إذا ما ارتكبوا أي حماقة أو خالفوا أي قرار، ورأوا بأن عملية (جس نبض) الأمم المتحدة والدول الكبرى قد نجحت، خصوصًا أن اعتداءاتهم على الناقلات في مياه الخليج، وإطلاق صواريخهم الباليستية على بعض المنشآت النفطية مرت دون عقاب، وشجعها ذلك فيما بعد إلى التمادي أكثر فأكثر إلى درجة التحرش بالسفن الأمريكية المتواجدة في مياه الخليج، واقتراب ١١ زورقًا تابعًا للحرس الثوري من السفن، الأمر الذي دعا الرئيس الأمريكي ترامب إلى أن يصدر أوامره بإطلاق النار على أي زوارق إيرانية تتحرش بسفن بلاده، وكذلك هدد الإيرانيون بأنهم سيردون بحزم على أي خطأ في الحسابات، وقادهم تهورهم إلى إطلاق قمر صناعي عسكري أطلقوا عليه (نور-١) على مسافة ٤٢٥كم من سطح الأرض، متحدين المجتمع الدولي وقرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٢٣١، وهو التحدي الذي رأت فيه الولايات المتحدة بأنه يشكل تهديدًا لأوربا والشرق الأوسط، ويعزز قدرة إيران على بناء صواريخ بالستية عابرة للقارات في نهاية المطاف.

ومع أن دولا كبرى مثل فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، أعلنت عن غضبها لهذا السلوك الإيراني وصرحت بأن ذلك يهدد الأمن الإقليمي، ويثير المزيد من القلق بشأن برنامج إيران الباليستي، إلا أن إيران وعلى لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية (عباس موسوي) قال بأنه لا يوجد قرار دولي يمنع إيران من إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء، وإن استناد الولايات المتحدة الأمريكية إلى قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٣١ غير صحيح.

وكعادة قادة النظام الإيراني، حاول أن يلتف هذه المرة على قرار مجلس الأمن الدولي الذي كرس الاتفاق بين إيران والدول الست الكبرى حول ملف طهران النووي، ورفع عنها العقوبات الاقتصادية وفرض بالمقابل قيودًا على برنامجها النووي، وحظر عليها اختبار صواريخ باليستية، إلا أن إيران لم تلتزم، حيث قامت بعملية إطلاق صواريخ باليستية بصورة متكررة، إضافة إلى تهريب أسلحة، وشراء تكنولوجيا متعلقة بالصواريخ، وانتهاك حظر السفر المفروض على عسكريين إيرانيين، ولا أعرف كيف غاب ذلك عن السيد (موسوي ) .

وأذكر السيد (موسوي) بالقرار الصادر من مجلس الأمن رقم ١٩٢٦ عام ٢٠١٠ الذي نص على تعهد إيران في اتفاق جنيف بعدم انتاج أو حيازة سلاح نووي في أي وقت من الأوقات، وكذلك الاستعداد لإخضاع برنامجها للشفافية اللازمة، كما أكد على منع الانتشار النووي.

الإيرانيون يراهنون على قوتهم البحرية، ويستعرضون بها أمام أقوى الأساطيل الغربية، وأعلنوا بأنهم قاموا بتعزيز دورياتهم في مياه الخليج، وأنهم قادرون على تدمير تلك الأساطيل عند حدوث أي مناوشة، والأمريكيون يتحدثون بأن لديهم أنظمة بإمكانها أن تدمر أسراب القوارب الإيرانية قبل وقت طويل من دخولها المدى الذي يسمح لها بمهاجمة السفن البحرية الأمريكية.

وأصحاب العقول يقولون للإيرانيين، إذا كانت لديكم تلك القوة التي تدمر الأساطيل الغربية، فلماذا تلتزمون الصمت أمام ضرب الطائرات الإسرائيلية لمعسكراتكم في كل من لبنان وسوريا وتدميرها، وقتل القادة العسكريين والخبراء العاملون هناك؟! وأين هي دفاعاتكم التي ستواجهون بها أقوى دولة في العالم مما يجري من تدمير لمعسكراتكم في سوريا ولبنان؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store