Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

الاتصال الافتراضي: نائب فاعل

A A
ألزمنا -غصبًا عنا- فيروس كورونا كوفيد ١٩ الجلوس في بيوتنا وعطل كل شيء في حياتنا حتى الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية والنواحي التعليمية والعلاقات والاتصالات المهمة وغير المهمة، كلها توقفت، لولا الله ثم التقنية الحديثة ووسائل الاتصالات الحديثة والبرامج الالكترونية الحديثة لتعطلت مصالح الناس، ليس هذا فحسب، بل إن العوائل والأقارب والجيران عندما فرض عليهم حظر التجول الكلي والجزئي انحبسوا في منازلهم ولم يعد يرون بعضهم بعضًا لولا تواصلهم صوت وصورة عبر تطبيقات لبرامج في الجوال (فيس تايم، جوجل دو، زووم، .......) فعاشوا بالتواصل الإلكتروني أيّام حظرهم وكأنهم مع بعض، وبقدر ما كان عند الجهة الحكومية وغير الحكومية من وسائل تقنية متقدمة بقدر ما خدمت الوطن والمواطنين، فهناك نماذج كثيرة حققت نجاحًا باهرًا في خدمة الناس من خلال التقنية والنموذج المشرف لذلك هي وزارة الداخلية في خدمة أبشر في الجوازات والأحوال المدنية والمرور وسهلت للمواطن والمقيم في الأزمة أمورًا كثيرة فجزاهم الله خيرًا.

وفي المقابل أستغرب من بعض الجهات الحكومية تعطيل مصالح ومعاملات المواطنين بحجة كورونا وقد يصدر ذلك من بعض الموظفين حجة بحاجة فيلحق المواطن تعطيل مصلحة بدون مبرر كبعض الجهات وهي قليلة جدًا منها بعض أمانات المدن حيث أعطت تصورًا سيئًا عن مدى تقدمها التقني لانها علقت معاملات ومصالح الناس بحجة تعليق العمل واتخذوا من ذلك حجة لإيقاف مصالح المراجعين.

أعود مرة أخرى للقول أن الاتصال والاجتماع الافتراضي اليوم يطبق على جميع المستويات على مستوى الدول وفِي إطار الدولة الواحدة ورأينا كيف أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ترأس مجموعة العشرين وكذلك ترأسه -حفظه الله- لجلسات مجلس الوزراء عبر التقنية الحديثة، وكذلك كثير من الجامعات واصلت تعليمها عبر القاعات الافتراضية حتى مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراة كانت تتم من خلال نظام البلاك بورد ومع أن اللقاءات والاجتماعات تحقق المنشود منها وتؤدي الغرض المطلوب إلا أن الأصل في الأمور اللقاء روحًا ونفسًا وجسمًا خاصة التعليم الذي يجب أن يكون وجهًا لوجه فالتعليم والتربية يقتضيان حضور الجسم والنفس فلغة الجسد مهمة ولغة النفس مهمة فنائب الفاعل في اللغة ليس كالفاعل وإن أخذ حركته وتحول من منصوب إلى مرفوع وكذلك الاتصالات والجلسات واللقاءات الافتراضية وإن هي سدت مسد المقابلة الذاتية والشخصية التي تتواجد فيها القلوب النابضة والوجوه الحية والعيون الناطقة إلا أنها تظل أجهزة وصور وأشياء افتراضية فرضتها الحاجة وتطلبها استمرار الحياة فكلها من أولها إلى آخرها نائب فاعل عند حضور الفاعل يعود النبض ويعود الرفع بالضمة أو ألف الاثنين أو واو الجماعة إليه ويعود نائبه إلى الفتحة والياء وسنعود قريبًا بإذن الله إلى ما كنا عليه فتتلاقى القلوب والأرواح والنفوس والأجسام وكلها عطر وتصبح أيّام كورونا ذكر في سجل التاريخ والفكر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store