Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أوبك منظمة خيرية.. تبيع النفط دون الثلاثين.. والسعر العادل 70 دولارًا

أوبك منظمة خيرية.. تبيع النفط دون الثلاثين.. والسعر العادل 70 دولارًا

A A
أثار التراجع المستمر في أسعار النفط خلال السنوات الأخيرة تساؤلات الخبراء، عن أسباب تعثر منظمة أوبك في الدفاع عن حقوق الدول الأعضاء بها، ودعم الأسعار كهدف رئيس وراء إنشائها منذ ستينيات القرن الماضي، وذهب البعض الآخر إلى أبعد من ذلك متسائلين، عما إذا كانت أوبك تحولت إلى منظمة خيرية مهمتها توفير النفط فقط، حتي لوخسرت ماليًا في ظل تراجع الأسعار إلى مادون 20 دولارًا مؤخرًا.. يقول الخبير الاقتصادي، أحمد آدم لـ»المدينة»، إن السعر العادل للنفط حاليًا يجب أن يتراوح بين 70 –

75 دولارًا للبرميل أخذًا في الاعتبار معدلات التضخم منذ سبعينيات القرن الماضي عندما شهدت أول طفرة في الأسعار التي كان يجري تداولها في ذات الوقت عند 3 دولارات، وربما أقل للبرميل.

وأشار إلى أنه في مقابل ذلك فإن السعر الذي يمكن أن يقبل به غالبية المنتجين والمستهلكين يمكن أن يتراوح بين 50 إلى 60 دولارًا، مشيرا إلى أن الأسعار فوق 100 دولار، تضر بالجميع، كما يؤدي إلى ذات النتيجة السلبية انخفاض الأسعار إلى مادون 30 دولارًا، كما هو الوضع حاليًا، وذلك لإمكانية أن يقود هذا الوضع إلى توقف أعمال الاكتشاف والتنقيب، مما ينذر بأزمة في الإمدادات.

تقنيات الصخري تفاقم أوجاع سوق النفط

ساهمت التقنيات الحديثة في تعقيد المشهد النفطي منذ 2011، نتيجة الزيادة في إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة بنحو 6 ملايين برميل بمفردها حتى الآن.. والطريف أن دول أوبك مجتمعة لم تزد إنتاجها لتساوي أمريكا، وظل إنتاجها يتراوح منذ هذه الفترة بين 27 – 32 مليون برميل في المتوسط.. ومثل الصخري طوال السنوات الماضية عامل ضغط شديد علي أسعار النفط التي شهدت تراجعات مستمرة، رغم الخسائر التي منيت بها بعض شركاته مؤخرًا لانخفاض الأسعار مقارنة بالتكاليف.

العرض والطلب وغياب التوافق تطيح بالأسعار

تساهم عدة عوامل في تحديد أسعار النفط من بينها العرض والطلب والتوترات السياسية، وعدم التزام بعض الدول بحصص الإنتاج سواء من داخل أوبك أو خارجها، كما يساهم في ذلك أيضًا الكوارث الطبيعية مثل فيروس كورونا، الذي أصاب النشاط الاقتصادي بالشلل وحول العالم إلى جزر منعزلة.. وكان من أبرز عوامل انهيار الأسعار الأخير عدم الاتفاق بين المنتجين على خفض إضافي لمواجهة تداعيات كورونا.. ويربط الخبراء أي تحسن حاليًا في الأسعار بانحسار تداعيات كورونا والتزام المنتجين بالخفض المقرر بـ 9.7 مليون برميل بداية من مايو الجاري ولمدة شهرين.

الأسعار مريحة للمستهلكين باستثناء 2008 و2012

تشير لغة الأرقام، إلى أن أسعار النفط أغلب الوقت كانت مريحة للمستهلكين، باستثناء فترات قصيرة في 2008و2009 و2012 على سبيل المثال عندما تجاوزت الأسعار 140 دولارًا للبرميل، وفي ذلك الوقت تمنى الكثير من المنتجين أن تهبط الأسعار في ظل الفاتورة المرتفعة، التي دفعوها بسبب الواردات الضخمة من الخارج.. ومنذ 2014 تعاني السوق النفطية من تراجع مستمر وصل إلى مستويات غير مسبوقة الأسابيع الماضية عندما هبط برنت إلى مادون 20 دولارًا على خلفية التأثيرات السلبية لفيروس كورونا وإصابة النشاط الاقتصادي العالمي بحالة من الشلل شبه التام.. وعلي الرغم من الجهود التي قادتها السعودية وروسيا من أجل إقامة تحالف أوبك + لدعم الأسعار إلا أن الوضع مازال يشي بالمزيد من التعقيد في ظل بطء الاقتصاد وزيادة المخزونات إلى حدود غير مسبوقة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store