Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

وطن يثرى.. ونعم تترى

A A
كتبت العديد من المقالات عن الوطن سواء في ذكرى أيامه أو خلال مناسباته المختلفة، كتبت عن مقدساته وأمجاده وعن شبابه وشيابه وعن رجاله ونسائه وعن شعبه وقيادته وعن إنجازاته ومنجزاته، كتبت عنه قديمًا أيّام بداياتي للكتابة عندما كنت في المرحلة الجامعية وأحسست بفقدانه في الغربة أيام البعثة فكتبت عنه وكنت أربط دائمًا بينه وبين نعم الله علينا فيه لأنه مما يعتز به فكانت لي مقالة عنه بعنوان «الاعتزاز بالحس الديني والحس الوطني» أيّام مليكنا الراحل عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وضحت فيها قبل سبعة سنوات أن هناك ثلاثة أمور هي أهم مرتكزات الوطن الأساسية: ديننا فلا قيمة لنا بغير الإسلام ووحدة وطننا فلا وجود لنا بدون الوحدة الوطنية وولاة أمورنا فلا أمن أو أمان بدون ولي أمرنا فوطننا اليوم بحمد الله وفضله في عهد مليكنا سلمان بن عبدالعزيز يزداد ويثرى: اليوم هو ثري بأهله قيادة وشعبًا ثري بأهله حاضرة وبادية، ثري بأهله قديمًا وحديثًا، ثري بأهله رجالاً ونساءً، ثري بأهله فهمًا وتصورًا، ثري بأهله جنودًا وأسودًا، ثري بأهله حبًا وتلاحمًا، ثري بأهله علمًا وعملا، ثري بأهله علاقة وسياسة، ثري بأهله حدودًا ووجودًا ثري بأهله ممارسين صحيين وأساتذة باحثين، ثري بأهله شبابًا وبناتًا، ثري بأهله تخصصات ومهارات، ثري بأهله علومًا وهندسة وطبًا وتربية ومحاسبة وآدابًا وقانونًا، ثري بأهله أمراء ووزراء وعلماء ثري بأهله تقدمًا وحضارة ثري بأهله مدنًا ومحافظات ثري بأهله أمانًا وائتمانًا، ثري بأهله مصانع ومستشفيات، ثري بأهله ثقافة وتراثًا، ثري بأهله رياضة وفنونًا، ثري بأهله مساجد ومصليات، ثري بأهله قبل ذلك وبعده حكامًا ومحكومين، إنها النعم من الله تترى وتتوالى وتزداد يومًا بعد يوم فالمطلوب منا جميعًا ونحن ننعم في هذا العطاء اللامحدود من النعم خاصة نعمة الأمن والأمان (يمكن مراجعة مقالتي بعنوان: الملك سلمان: واحة أمان) المطلوب منا أن نشكر الله عليها ونحافظ عليها ما دام أن استلمناها من الآباء والأجداد أمانة في رقابنا وألا نصغي لمن ينتهز أحداثًا مؤقتة ونوازل مقدرة فيحلل ما عليه الوطن اليوم من مستجدات مالية أو ما جاء على لسان وزير المالية من توضيحات ضرورية عن المستقبل المالي للمملكة وأن هناك شدًا للحزام وقرارات صارمة ومؤلمة أن ينتهز ذلك فيذهب البعض منهم إلى ربط ذلك بمستقبل الحياة المعيشية للمواطن وكلنا يعلم بفضل الله علمًا أكيدًا نحسد عليه أن الدولة -حفظها الله- على لسان كل ملوكها عبر قرن من الزمن أن جوهر اهتمامها الأول هو المواطن وأن شعبها فوق كل الأزمات وتراهن على ذلك دائمًا وأبدًا في كل الأحداث قديمًا وحديثًا وفي زمن كل ملك من ملوكها وأكبر دليل على ذلك ما نعيشه اليوم من متابعتها لأزمة كورونا من أول يوم حطت الأزمة رحالها فقدمت الكثير حفاظًا منها على صحة المواطن والمقيم وكذلك اهتمامها بأمر مواطنيها في الخارج وقد كلفها ذلك الشيء الكثير.
فهل يعتدل «المائلون» في التحاليل الاقتصادية في معرفة الحقائق عن السعودية وحق وطنهم عليهم من ضرورة ذكر نعم الله التي تترى ويثرى بها الوطن والمواطن والشعب السعودي فيعززون بذلك قيم ومكتسبات الانتماء للوطن وقيادته من خلال تجنيب الوطن التحليلات الاقتصادية المتشائمة والنظر للأمور المالية بسوداوية فيما يخص المواطن وتوضيح الأمور بأبعادها الواقعية والمالية وفقًا لما وضحه وزير المالية أما الناعقون من خارج الوطن أذناب الأعداء الذين يتربصون بمملكتنا الدوائر عليهم دائرة السوء فنقول لهم موتوا بغيظكم فالمملكة ذات اقتصاد قوي ومخزون نفطي احتياطي ويرفل شعبها وجميع مواطنيها -بحمد الله- في رغد من العيش وأننا والله بخير يوجب علينا حمد الله على نعمه وآلائه طلبًا لتحقيق المزيد من عطائه (ولئن شكرتم لأزيدنكم) والنعم تدوم بشكر المنعم سبحانه تعالى فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك واحفظ اللهم علينا ديننا ووطننا وقيادتنا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store