Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

ذكرى غزوة بدر

A A
رمضان خير الشهور، شهر القرآن والرحمة والغفران، شهر العبادة والذكريات، أُنزل فيه القرآن على سيّد الخلق سيدنا محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وخصّه الله سبحانه وتعالى بعبادة عظيمة القدر والأجر، وهي الصوم، وفيه يوفى الصائم أجره بغير حساب، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)، وفيه ليلة خير من ألف شهر، تنزَّل الملائكة والروح فيها، ففي رمضان يقترب منك كل شيء جميل من خلال عبادتك الخالصة لله -عز وجل-، ويقترب منك العتق من النار، وتقترب خطواتك من باب الريان، وتقترب من روحك، جمال الحياة نهاراً وأنت صائم تدعو الله قبول طاعتك، وليلا وأنت تعيش بهجة وفرحة هذا الشهر الذي تميّز بخصوصيته عن باقي شهور السنة، وفي كل عام وخاصة في السابع عشر منه تمر ذكرى أول معركة ضد الكفر بقيادة الحبيب صلى الله عليه وسلم، (غزوة بدر) الكبرى والتي سماها القرآن يوم الفرقان ووقعت في ١٧ رمضان في العام الثاني من الهجرة بين المسلمين وقبيلة قريش ومن حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام وهي أول معركة من المعارك الفاصلة وسميت بغزوة بدر نسبة إلى منطقة بدر وأنتصر المسلمين وكان عددهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا معهم فرسان وسبعون جملا، وكان تعداد جيش قريش ألف رجل معهم مئتا فرس، وقد كانوا يشكلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين وانتصر المسلمين وقتل قائد جيش قريش عمرو بن هشام.. ومكث الرسول صلى الله عليه وسلم في بدر ثلاثة أيام بعد المعركة، وهناك أهداف خلدها التاريخ الإسلامي على مر العصور وهي -التأكيد على نصرة الله للمظلومين وكسر شوكة الظلم والباطل- قال تعالى (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير) واثر الإيمان في إمداد أتباعه بالقوة للوقوف في وجه الباطل، وانتهت وجود قوة قريش التي لا تقهر، وقد كان هدف قريش في هذه المعركة القضاء على الإسلام والمسلمين.. وصل المسلمون إلى بدر قبل المشركين وأشار الحباب بن منذر رضي الله عنه على النبي عليه الصلاة والسلام أن يجعل ماء بدر خلفه فقبل النبي مشورته وأخذ برأيه وبين صلى الله عليه وسلم مصارع الرجال من أهل بدر بأسمائهم، فقال هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان وأنزل الله عز وجل النعاس والماء على المسلمين في الليلة التي كانت قبل يوم المعركة، وجعل صلى الله عليه وسلم يكثر من دعاء ربه حتى سقط رداؤه فأتاه سيدنا أبوبكر وقال له يا نبي الله.. كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله (إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) كان نصرًا مؤزرًا للمسلمين فقد قتل سبعون رجلا من خيرة رجالها وفرسانها وكان منهم أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف والوليد بن عتبة وأسر سبعون وافتدوا أنفسهم بدفع الفدية أو تعليم القراءة والكتابة للمسلمين، وفي هذه المعركة تجلت أخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما أطلق سراح بعض الأسرى الفقراء الذين لا يستطيعوا دفع الفدية وتعليم المسلمين لأنهم أميون.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store