Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يوميات صحفي متجول.. بتصريح!

يوميات صحفي متجول.. بتصريح!

اضاءة

A A
نحو السادسة والثلث مساء تقريبًا لم يكن يقف معي في إشارة المرور فوق الكوبري المربع على طريق المدينة سوى ثلاث سيارات إحداها لتوصيل طعام، والأخرى لتوصيل حلويات، والثالثة مكتوب عليها «طبيبك في منزلك»، وفي الإشارة القريبة تظهر سيارة مطعم شهير، وأخرى تعلن «الفزعة»، ومن الواضح على هذا النحو أنني أمضي كل يوم في غابة من التطبيقات، التي تحمل الخدمات إلى السكان! أغراني سائق السيارة الذي فتح نافذتها اليمنى المطلة على سيارتي مباشرة لأن أسأله عن الأحوال، خاصة مع زيادة طلبات التوصيل هذه الأيام.. قال بصوت حزين خفيض، تنتهي الأزمة وتزول الغمة، فلم يعد لأي مكسب قيمة!

سألت رئيس نقطة التفتيش الخاصة بتصاريح التجول قبيل تقاطع الطريق مع شارع فلسطين، عن الأحوال ومعدل المخالفات فقال بهدوء وثقة: الحمد لله.. صفر!

قبل النقطة ومن باب اللياقة، فضلاً عن قواعد المرور، نهدئ السرعة إلى أقصى درجة ونفتح النافذة، ونمسك بالتصريح، فيكتفي المسؤول بابتسامة تظهر على وجهه من أعلى رغم الكمامة، مؤذنًا بالمرور! فإذا ما احتاج للتدقيق في هذا التصريح أو ذاك، طلب منك عرض التصريح بطريقة تسمح له بالقراءة من بعيد، معتذرًا بأدب شديد عن تعطيلك!

إن نظرة واحدة على شوارع جدة في ساعات الحظر، تؤكد لك بوضوح مدى التزام سكانها مواطنين ومقيمين بالإجراءات والقوانين!

ورغم هذه الأجواء الهادئة، بل النظيفة والخالية من تلوث بنزين السيارات، أمضي حزينًا ومتمنيًا أن يعود الصخب، وأن تعود رائحة الأسفلت، وأن يزمجر جندي المرور الغاضب من هذه الحركة أو تلك: رخصك واستمارتك!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store